ثائر غندورأهناك زيادة على الأجور أم لا زيادة؟. سؤال ينطلق من فم المواطن اللبناني كلّ يوم. بعضهم لا يُتابع الأخبار السياسيّة التي أصبحت مملّة، وأشبه بفيلم مكسيكي يعرف الجميع أنه سينتهي بتبادل القُبَل بين الأحبّة الذين فرّقتهم الظروف.
يبقى سؤال: لماذا يتحدّث وزراء الحكومة عن نيّتهم في إقرار هذه الزيادات، وفي الوقت ذاته «يطيّرون» النصاب القانوني بسفر عدد منهم؟ فالنائب جنبلاط هو أكثر المتحمّسين لهذه الزيادة، بحسب ما يقول، والوزير مروان حمادة أعلن مراراً وتكراراً تمسّكه بإقرار الزيادة في أقرب فرصة، وإذ بالوزيرين غازي العريضي ونعمة طعمة (وهما عضوان في كتلة جنبلاط النيابيّة) يطيران خارج البلد، فيطير نصاب مجلس الوزراء.
بعد أن يستعرض أحد المعارضين هذه الوقائع، يقول إن ما تقوم به الحكومة يأتي ضمن محاولتها التحوّل إلى «حكومة شعبية». فهي تحاول رمي مسؤوليّة عدم إقرار الزيادة على المعارضة عبر ثلاثة أساليب: أولها تحميل الاتحاد العمّالي العام مسؤوليّة عدم التوصّل إلى اتفاق على رقم الزيادة مع الهيئات الاقتصاديّة. ثانيها، تحميل المعارضة مسؤوليّة غياب وزرائها عن الحكومة وعدم قبولها بترميم أو توسيع الحكومة وبالتالي تطيير النصاب القانوني في حال غياب ثلاثة وزراء. ثالثها تحميل رئيس المجلس النيابي مسؤوليّة إقفال المجلس وعدم إقرار الزيادة للقطاع العام، رغم أنها تستطيع أن تدفعها على شكل سلفة.
يؤكّد أحد أعضاء المكتب السياسي في حزب الكتائب جديّة اقتراح ترميم الحكومة، وهو الأمر الذي عرضه الحريري مع الجميّل، «فالجلسة الأخيرة طار نصابها بسبب غياب وزيرين». ويقول عضو المكتب السياسي إن النصف زائداً واحداً غير وارد، كما أن ترميم الحكومة لن يكون بإبدال الوزراء الشيعة، بل بتعيين «كتائبي مكان الشهيد بيار الجميّل، واختيار الشخص متروك للرئيس الجميّل».
على خطّ موازٍ، يجول النائب سعد الحريري على حلفائه بعد عودته من زيارته إلى السعوديّة ليقترح عليهم مجدّداً انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً. يرفض البطريرك نصر الله صفير ذلك، ويرفضه المرشّح الرئاسي ميشال سليمان، بحسب ما نُقل عنه.
بدوره، النائب جنبلاط يُحذّر من مخطّط لعمليّة أمنيّة نوعيّة على المدرج 17، قائلاً: «يبدو أننا على طريق عمل أمني كبير، فصاروخ سام 7، مثلاً، يستطيع إسقاط طائرة مدنيّة». وكان رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة سمير جعجع قد توقّع في حديث لوكالة رويترز في الأسبوع الأول من الشهر الماضي أن تقدم سوريا على مزيد من الاغتيال. ثم جاء كلام وزير الخارجيّة السعوديّ سعود الفيصل أنه «ليس هناك خطورة في تدويل الأزمة الرئاسية اللبنانية».
ويضع معارضون هذا الكلام في إطار التهويل سلفاً حول أي حادث قد يقع وقد لا يقع لتحميل حزب الله المسؤولية عن شيء قد يحصل وقد لا يحصل، ثم تدويل الملف اللبناني بشكل كامل.