بسام القنطاروتشيد روجو بالتعاون مع الشركاء في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ولا سيما جمعيتي الصليب الأحمر اللبناني والهلال الأحمر الفلسطيني ـــ فرع لبنان، الذي «يمثّل جزءاً محورياً من نشاطات اللجنة الدولية للصليب الأحمر».
ولا تنسى روجو أن تشير إلى أن أحد أهداف اللجنة الدولية للصليب الأحمر هو نشر القانون الدولي الإنساني الذي يمثّل صلب التفويض الدولي المعطى للجنة الدولية للصليب الأحمر من قبل الدول الموقعة لاتفاقيات جنيف وبروتوكوليها الإضافيين. وفي هذا الإطار، عمدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى نشر القانون الدولي الإنساني من خلال محاضرات للتعريف بالقانون الدولي الإنساني لدى الجيش اللبناني، قوى الأمن الداخلي والمجتمع المدني، بما فيه الحركات الكشفية، الدفاع المدني والمؤسسات غير الحكومية اللبنانية والفلسطينية.
لكن روجو ترى أن أهم إنجازات اللجنة الدولية في لبنان هو الاتفاق الذي وقعته في شباط 2007 مع السلطات اللبنانية، والذي سمح لها بزيارة أماكن الاحتجاز في لبنان. ولقد قامت اللجنة خلال شهر آذار 2008 بزيارة خمسة أماكن احتجاز. وتهدف هذه الزيارات إلى مراقبة ظروف أسر المحتجزين ومعاملتهم من وجهة نظر إنسانية، وبعضها كان يدوم أياماً عدة. كما تابعت اللجنة، بشكل فردي، حالات بعض الموقوفين لأسباب أمنية. وساهمت في إعادة الروابط العائلية للأسرى الذين فقدوا الصلة مع أقربائهم، بمن فيهم الأسرى اللبنانيون في السجون الإسرائيلية، وذلك خلال تبادل مستمر لرسائل الصليب الأحمر المكتوبة والشفهية. وقد استلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال شهر آذار الماضي 15 رسالة من المعتقلين وعائلاتهم.
نشاط تبادل الرسائل بين الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية وعائلاتهم، لا يعكس الواقع نفسه في الجهة المقابلة. حيث فشلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتبادل الرسائل بين الأسيرين المحتجزين لدى حزب الله منذ 12 تموز 2006 أيهود غولدفاسر والداد رغييف.
وبحسب روجو، فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر «لا تترك مناسبة إلا وتطلب فيها من حزب الله وحماس ضرورة زيارة الجنود الإسرائيليين المحتجزين لديهما وتبادل الرسائل مع عائلاتهم».
في المقابل، لا تنفي روجو عدم اكتراث السلطات الإسرائيلية لمعرفة هوية الجنود الذين قتلوا في حرب تموز 2006 وبقيت أجزاء من رفاتهم في لبنان، التي أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنها لدى الحزب. وهي تعبر عن ذلك بالقول: «لم نتلقّ أي طلب إسرائيلي رسمي بشأن هذا الأمر».
وكان السيد نصر الله أعلن بتاريخ 20/1/2008 أن لدى حزب الله «أشلاء (...) عدد كبير» من الجنود الإسرائيليين، جمعت خلال الحرب. وأوضح في خطاب في نهاية مسيرة عاشوراء «لا أتحدث عن أشلاء عادية (...) الجيش الإسرائيلي ترك أشلاء عدد كبير من جنوده» خلال الحرب التي استمرت 33 يوماً. وأضاف «لدينا رؤوس وأيد وأرجل ولدينا جثة شبه مكتملة الرأس وحتى وسط البدن».