إيلي حناحطّت رحال النكبة الفلسطينية وذكراها في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــــ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية، في معرض صور ولوحات تراثية وفنية نظّمه النادي الثقافي الفلسطيني. وقد امتدت صور مشاهد الدمار، في اليوم الفلسطيني، من غزة إلى مخيم نهر البارد.
تقول فاطمة: «كدنا ننسى النكبة الأولى بعد وصولنا للنكبة العاشرة»، فالفتاة هجّر أجدادها من الجليل عام 48 ليحمل تل الزعتر المصير نفسه لأبويها وينتهي المسلسل معها وأخوتها في أحداث مخيم البارد. وتؤكد ابنة السبعة عشر ربيعاً أنّ هذه النكبات هي خط سير التوطين الذي يتقاطع مع المشاريع الانهزامية في المنطقة، «فلا ربيع لفلسطين خارج إطار وحدة الصف الداخلي وتمتين الانتفاضة». على مدخل المعرض، يقف عدد من المنظمين يوزعون نشرات النادي «بيسان وجفرا»، يطلبون من الحضور كتابة أي جملة من وحي المناسبة على دفتر خاص بالذكرى. على هذا الدفتر تقرأ أقلاماً ثورية ترى أنّ النضال حق وواجب وآخرون أتوا وشاركوا لكن كتبوا «لا حلّ للقضية إلّا يوم القيامة»، جملة أزعجت بعض من قرأها ولكن أشبعت رؤى الآخرين «الواقعيين». ويرى أحدهم أنّه حتى الضفة و«شبه القدس»، صعبة المنال، وبابتسامة حذقة يقول: «لن أعطيك اسمي لكن بعد سنوات قليلة ستعرفه، عندما أصبح مواطناً لبنانياً مثلك».
بالعودة إلى المعرض، جرى التركيز على صور أطفال الحجارة في مواجهة الدبابات الإسرائيلية تكريساً لأخلاقية وقدسية القضية. كذلك لم يغب الصاج عن النشاط «فالحاجة» أعدّت مناقيش الزعتر والجبنة لتطعم الجميع، لبنانيين وفلسطينيين، «فالجوع ضرب الجميع». ومن التراث الشعبي نظّمت حلقات الدبكة على وقع الأغاني الوطنية بمشاركة بعض طلاب الجامعة.
من جهته، أكد رئيس النادي أسامة العلي أنّ الجامعة اللبنانية هي الوحيدة التي ينظم فيها نشاط بهذه الضخامة، مع العلم أن المساحة المعطاة في السنوات الماضية كانت أكبر، مشيراً الى أن الدعوة كانت مفتوحة لجميع المؤسسات والتنظيمات الشبابية الفلسطينية للمشاركة في غياب مؤسسات البارد المنكوبة ليومنا هذا.
«إنها الثالثة يا شباب»، يصرخ أحد المنظمين...حان الوقت...يتعاون الجميع على نزع الصور ولملمة الأغراض سريعاً ففرقة «عشاق الأقصى» ستبدأ حفلها الفني مختتمة «اليوم الفلسطيني» بباقة من عبق الذكرى السوداء… لعلهم يعودون يوماً.