أنطون الخوري حربتدرج موقف تكتل التغيير والإصلاح من التطورات الأخيرة وقراءته لها بما يشبه التماهي مع الحالة العامة داخل التيار الوطني الحر التي باتت على خط الرفض الراديكالي لكل ما يتأتّى من الجولات التفاوضية الهادفة إلى إيصال قائد الجيش ميشال سليمان إلى رئاسة الجمهورية. ويرى عضو التكتل نبيل نقولا أن نتائج الجلسات الأخيرة أظهرت انعدام القدرة على الاتفاق على المبادرة العربية، وأنه كلما تأخر تحقيق الاتفاق على المبادرة تصبح أولوية انتخاب الرئيس ثانوية لتتقدم عليها أولوية الاتفاق على حكومة انتقالية تشرف على وضع قانون انتخابي لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة على أساسه، وتكون حكومة حيادية مشابهة لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2005.
ولكن نقولا يفاجئ أوساط التيار والمعارضة والسلطة باقتراحه النائب ميشال المر رئيساً لهذه الحكومة، لأنه بعد خروجه من التكتل، أصبح يمثل حلاً وسطاً على المستويين السياسي والمذهبي. ويذكّر نقولا بأن فكرة الحكومة الانتقالية أطلقها العماد عون قبل أن يقتنع بها الرئيس بري ويضمّنها مبادرته الأخيرة، وهذا ما يفسّر موافقة التيار الضمنية على تحرك بري.
أما عن التباين الذي ظهر بين عون والوزير السابق سليمان فرنجية حول قبول الأخير التنازل عن مطلب حكومة الوحدة لقاء موافقة السلطة على قانون انتخابي، فيكشف نقولا أن هذا التباين سببه ضعف التنسيق مع فرنجية، ولا يمكن أن يعطى تفسيرات اختلافية، ذلك أن تمسك التيار ببنود المبادرة العربية كاملة يلازم تحقيق أهداف الرئاسة والحكومة والقانون الانتخابي دفعة واحدة ضمن ما سُمّي السلّة المتكاملة.
وعن الالتباس في تمثيل المعارضة في الحوار بين عون وبري، يشرح نقولا أن الأول يمثل المعارضة حين يتجاوز الإطار النيابي ليشمل الرباعية مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ولكن إذا وافق الطرفان على الشكل النيابي للحوار ينتهي دور عون المحدد بين المعارضة وقادة 14 آذار. ويؤكد نقولا جدية كلام عون عن إحياء التحالف الرباعي، رابطاً هذا الأمر بوقوف السعودية وراء هذه المحاولة، كاشفاً عن اجتماعات مشتركة سعودية ـــــ إيرانية عقدت لهذه الغاية، بحسب المعلومات التي وردت من حركة أمل وحزب الله، اللذين رفضا مثل هذه المحاولة جملة وتفصيلاً.
ويصرح نقولا بأنه عارض تنازل عون عن ترشيحه الرئاسي، لكونه يمثل مادة ضغط لتحقيق مكاسب على صعيد المطالب والحقوق، «لكن استعداد العماد للتنازل عن الرئاسة إنقاذاً للجمهورية لم يُقابل بالمثل، واليوم أعتقد أنهم ينهارون، ولن نعود بحاجة إلى التفاهم معهم، لأننا سنقوم بكل شيء ويبقى عون مرشحنا». ويضيف: «أفهم نفسية الكوادر في التيار، وهم لطالما أحبوا الجيش واعتبروا أنفسهم جزءاً منه، لكن صمت قائده عن هواجسنا، بالإضافة إلى الكلام اليومي عن اتفاقات مع السلطة والتباين معنا، والشكاوى من الممارسات الاستخبارية أساءت إلى صورته بعد عام 2005 وأججت المشاعر ضده».
ويختتم نقولا بسؤال إلى قائد الجيش: «ألم يسمع حديث بري عن المعلومات التي يملكها سليمان عن التحقيق في اغتيال اللواء فرانسوا الحاج؟ لماذا لم يعلّق عليها متكتماً عن الحقيقة التي يطالب المواطنون بمعرفتها؟».