غسان سعودأنهى السوريون القوميون الاجتماعيون مؤتمرهم القومي العام، نهاية الأسبوع الماضي، بالحدِّ الأدنى من المفاجآت. وانتهى اليومان الطويلان في فندق «شتورا بارك أوتيل» بأقل الخسائر التنظيميّة الممكنة من جهة، وبورقة سياسيّة جريئة ستعلن اليوم في مؤتمر صحافي في مقر القومي، من جهة أخرى. وعلى الجهتين، كان المنتصر الرئيسي هو النائب أسعد حردان الذي جمّع حوله معظم القادة السابقين ونجح في توفير غالبية ناخبة منحت لائحته ثقتها، رغم خرق المعارضين لحردان في المجلس الأعلى بأمينين (يوسف كفروني والنائبة السابقة في مجلس الشعب السوري بشرى مسوح) من أصل 17. وهو ما وصفه بعض القوميين بالخرق المرتّب سلفاً من أجل توفير «غطاء لتركيبات حردان».
ولكن بعيداً عن تململ الأقليّة القوميّة، التي لم تستطع التوحد في لائحة كاملة لمواجهة اللائحة التي يقال إن حردان ركّبها، سجلت في المؤتمر ملاحظات عدة: أولها، المشاركة الكثيفة، بحيث اقترع 403 يتوزعون بين أمناء وممثلين للمناطق من أصل قرابة 670 يحق لهم المشاركة، بينهم أصحاب الكفايات والاختصاص الذين لا يملكون حق الاقتراع، إضافة إلى المسنين والمرضى والمغتربين الذين لم يتمكنوا من الحضور. ثانيها، تقدم «الرفاق» وليد زيتوني (310 أصوات)، ربيع الدبس (295 صوتاً)، وتوفيق مهنا (276 صوتاً) على حردان الذي جمع 267 صوتاً فقط. وثالثة الملاحظات خسارة النائب مروان فارس الذي بقي خارج التحالف الثلاثي الذي ضم حردان، رئيس الحزب علي قانصو، ورئيس الحزب السابق جبران عريجي. علماً بأن عريجي (263 صوتاً) والنائب السابق غسان الأشقر (255 صوتاً) تقدما على قانصو الذي حاز 251 صوتاً، وكذلك تقدم عليه خمسة أمناء آخرين، مع العلم بأن 36 قومياً ترشحوا لملء المواقع الـ17.
أما الملاحظة الرابعة فتمثلت بفوز 16 أميناً بالعضوية من الدورة الأولى (جمعوا أكثر من 202 صوت). وتمثلت المفاجأة بخسارة سمير عون الذي اعترض بشدّة على «المؤامرة عليه»، وقد فاز مع جمال فاخوري، قاسم صالح، ميشال معطي، وبشير موصللي بمواقع الردفاء. والجديد أن ستة من أعضاء المجلس الأعلى الجديد يدخلونه للمرة الأولى، ما سيسمح، حسب البعض، بدخول نبض جديد إلى شرايين الحزب. وبحكم النتائج، يتوقع معظم القوميين أن يجتمع المجلس الأعلى خلال مهلة الأيام العشرة لانتخاب قانصو مرة أخرى رئيساً، وخصوصاً أن غالبية المجلس الجديدة تفضِّل قانصو على عريجي المرشح المحتمل أيضاً.
هذا في الانتخاب الذي حصل يوم الأحد، أما في الشق السياسي الذي شغل المؤتمرين في يومهم الأول، فقد تركزت النقاشات على تقويم وضع الحزب اليوم، وانقسم المجتمعون بين نقد سلبي وآخر إيجابي لأداء قيادة الحزب، فسجلت إشادة بصمود الحزب في وجه الضغوط الهائلة عليه، وباستمراريته القويّة رغم التغيير السياسي الكبير، إضافة إلى حفاظه على وحدته وتماسكه. أما في السلبيّات، فسجل عتب على قيادة الحزب لعدم إثبات نفسها بقوة في مطبخ صناعة قرار المعارضة، وعدم استثمار التجربة الحزبيّة المهمة لها في إنشاء جهاز إداري للمعارضة، إضافة إلى تقويم أداء الحزب في مختلف القطاعات، وتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف المنوي معالجتها.