وصف زعيم تيّار المستقبل ورئيس كتلته النيابية، النائب سعد الدين الحريري، ما يجري في بيروت بـ«إعلان إفلاس المقاومة، تقوم به جماعات مسلّحة تلبس عباءة المقاومة»، مشدداً على ضرورة فكّ الحصار عن شوارع العاصمة ومرافقها الحيوية.وجاء كلام الحريري خلال مؤتمر صحافي عقده عند الساعة الثامنة من ليل أمس، ردّ فيه على الإطلالة الصحافية الأولى للسيّد حسن نصر الله مع الإعلاميين منذ 12 تموز 2006، عارضاً طرحه لإيقاف الاشتباكات وحلّ الأزمة.
ورفض الحريري الخوض في «جدل عقيم حول كل ما دار في مؤتمر نصر الله»، فتوجّه إلى «قائد المقاومة أو الأخ حسن نصر اللّه»، كما قال، مشدداً على أنّ ساعة التخلي عن وحدة المسلمين «هي ساعة التخلّي عن لبنان»، مضيفاً إنّ ما يحصل في شوارع بيروت هو الفتنة بعينها. ورأى الحريري أن تشبيه «السيّد» القتال في بيروت بمعارك بنت جبيل والقرى الحدودية بمثابة «إعلان إفلاس المقاومة تقوم به جماعات مسلحة تلبس عباءتها».
وأعاد الحريري وصف العاصمة اللبنانية بالمدينة المحاصرة، مشيراً إلى أنّ الفلتان المسلّح فيها جريمة، رافضاً الحديث عن هذا الموضوع «مع أي شخص آخر، لا في الداخل ولا في الخارج»، إنما مع السيّد نصر الله وحده، داعياً إيّاه «إلى كلمة سواء بيننا وإلى فك الحصار، لإنقاذ لبنان من الجحيم ومن المصير الأسود».
وأشار زعيم المستقبل إلى أنّ كل لبنان يتألم اليوم لألم بيروت والعالم العربي والإسلامي أيضاً، ليضيف «أنا على يقين أنّ هناك في إسرائيل فرحة عارمة لإقفال المطار والمرفأ والبلد ولانهيار الاقتصاد والدولة»، سائلاً نصر الله والمعارضة «إلى أين تقودون لبنان وإلى أي مستقبل تسوقون لبنان». وعاد الحريري للتشديد على وحدة المسلمين التي هي «أمانة في أعناقنا لأن وحدة لبنان أمانة لن نتخلى عنها»، داعياً إلى نزع فتيل الفتنة إذا كانت «الوحدة» في خطر على أنه «الآن هناك فرصة لخرق الجدار المسدود».
وعمّا قاله نصر الله في مؤتمره الصحفي عن أنّ قرار شبكة الاتصالات مصدره أميركي، أكّد الحريري أن «السيّد» مخطئ، متسائلاً «ماذا لو قبل نصر الله مقايضة الشبكة بالاعتصام، فهل كان لموظف أميركي أن يوقف تنفيذ الأمر؟»، متابعاً أنّ هدف التبديل في أمن المطار هو تسليمه إلى ضابط يضمن أن أمن المطار لا يتعرض لخروق مهما كانت سخيفة بنظره. وعن موضوع كاميرا المطار، لفت الحريري إلى أنّ حزب الله أوقف في الضاحية الجنوبية شخصية فرنسية رسمية تحمل كاميرا، مضيفاً «إذاً الكاميرا ليست مسألة سخيفة».
وعن شبكة الاتصالات، أكّد أن الأكثرية كانت على علم بوجود هذه الشبكة، «ولم يكن لدينا مشكلة وكنا نعلم أن هناك بضعة آلاف وليس 999,999 خطّاً، ونحن لا نتجنّى»، مضيفاً إنّ السلطة تأخذ قرارات لحماية الدولة لا لتتّهم بأنّ هذه الحكومة أميركية أو إسرائيلية.
ورأى الحريري أنّ تصرّفات حزب الله وقائدها مبنيّة على «سوء تفاهم كبير، كي لا أقول سوء فهم»، متابعاً أنّ الأوطان لا تبنى على سوء تفاهم، مشدداً على أنّ «الفتنة السنيّة ــــــ الشيعية أهم من كل سلاح العالم، وإذا حصلت فلا أحد سيسلم في هذه البلاد».
وفي ختام كلمته، عرض الحريري آلية للخروج من الأزمة المتّجهة إلى المزيد من التدهور، عبر أربع نقاط:
أولاً، وضع القرارين الصادرين عن الحكومة بعهدة الجيش اللبناني.
ثانياً، سحب كل مظاهر السلاح والتعطيل وإعادة فتح الطرقات وتشغيل المطار فوراً.
ثالثاً، انتخاب الرئيس التوافقي ميشال سليمان فوراً.
ورابعاً، وأخيراً، الانتقال إلى طاولة حوار وطني برئاسة الرئيس المنتخب.
وقال زعيم «المستقبل» إنه إذا سلك نصر الله هذا الحلّ «يثبت أن هدفه الفعلي حلّ الأزمة لا الحلول محل الدولة»، مؤكّداً جهوزيّة الأكثرية للسير في الحلّ، خاتماً «نحن لبنانيون عرب ونعتبر إسرائيل عدواً ولا نقبل أن يضعنا أحد في خانة أخرى».