كامل جابرجهاد جابر (49 عاماً) من النبطية، يتوجه يومياً إلى مركز عمله قرب المشرف، وبسبب تدهور الوضع أمس، تمكن بصعوبة من مغادرة موقع عمله متخطياً مخاطر منطقة الجيّة، وتوجه نحو سبلين ومنها باتجاه بلدة المغيرية التي ظن أنها آمنة «ولحظة وصولي إلى مفترق أحد الطرقات صادفت حاجزاً، وصار أمراً محتوماً، ومجرد أن شاهد عناصره لوحة سيارتي صاح أحدهم وهو في حدود الأربعين: هذه سيارة شيعي من النبطية، وبدأ هو ورفاقه تحطيم السيارة بالعصي والركل وأعقاب البنادق. أنزلت أنا ومن معي من السيارة وبدأت أتعرض للضرب واللكم والركل، فضلاً عن ضربة بكعب البندقية في وسط ظهري، واقتادني أحدهم نحو صندوق سيارة فيه ضحية أخرى؛ وإذ بي أشاهد أحد معارفي من بلدة المغيرية يعبر بسيارته، فصرخت وناديته، التفت إلي ونزل على الأرض وتوجه نحو المسلحين وأفلتني من بين أيديهم، بعدما تلاسن مطوّلاً مع المسلحين؛ وكذلك فعل تجاه نحو 15 موقوفاً بيد المسلحين؛ وقبل إيصالي إلى طريق آمنة نحو علمان، طلب مني الحذر تجاه حاجز أقامته القوات اللبنانية قرب بلدة علمان».
الأمر عينه حصل للشاب ربيع ميشال الشباب (26 عاماً) من العدوسية (الزهراني) الذي ظن أن طريق المغيرية ملاذه، بيد أنه اختُطف على أيدي المسلحين هناك، الذين كسروا سيارته الجديدة وهي من نوع «بي إم ف» وصادروا جهاز هاتفه الخلوي وأوراقه الثبوتية؛ فضلاً عن تشليحه ما يحمله من نقود. ولولا تدخل الجيش اللبناني بناءً على اتصال من ذويه بعد نحو ساعة من فقدانه «لظل مصيره مجهولاً»، بحسب ذويه الذين أكدوا تعرضه للضرب المبرّح بالعصي وأعقاب البنادق.
بعدئذ تقدم بشكوى لدى مخفر بلدة شحيم على مسلحين ضربوه وأهانوه وسرقوا أمواله وأوراقه الثبوتية وهاتفه الخلوي في بلدة المغيرية.



إجراءات طبيعية تنسيقاً مع الجيش اللبناني

واصلت الكتائب المختلفة لقوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان، دورياتها الحدودية والداخلية في منطقة جنوبي نهر الليطاني، على النمط اليومي المعتاد. وأكد مصدر في القيادة «أن لا إجراءات استثنائية لقوات اليونيفيل في مناطق انتشارها، وهي تواصل عملها المعتاد تنسيقاً مع الجيش اللبناني، في إطار الصلاحيات التي منحها إياها القرار الدولي 1701».
وإذ تنظر القيادة بعين القلق لما يجري في لبنان، تعتبر نفسها بمنأى عن الصراع الدائر في العاصمة بيروت، مشددة على الإجراءات الأمنية التي اتخذتها منذ مدة في أعقاب التهديدات «الأصولية» التي تناولتها و«هي تقوم بحماية مواقعها ومراكزها ودورياتها وفق تدابير معينة بعدما أخذت هذه التهديدات على محمل الجدّ». مذكرة بأن القائد العام لقوات اليونيفيل الايطالي كلاوديو غراتسيانو أشار أكثر من مرة إلى هذه التدابير والإجراءات.
وفيما تابع الموظفون الدوليون العاملون في المنظمات الدولية ومقارّ اليونيفيل أعمالهم العادية، التزمت بعض كتائب اليونيفيل ثكنها العسكرية وذلك بسبب عمليات التبديل بين كتائبها كالوحدتين الإيطالية والبرتغالية. لكنه رغم التبديل إلا أن الكتائب التي أنهت عملها وحان موعد مغادرتها لبنان لم تهمّ بالمغادرة فعلياً على غرار المواكب الكبيرة للباصات التي تنقل الجنود أو الشاحنات التي تنقل عتادهم إلى مرفأ أو مطار بيروت كما جرت العادة، ما يعني بأنهم ملزمون بالبقاء في مواقعهم بانتظار حلحلة الوضع مثلما ينتظر نظراؤهم في بلادهم للوصول إلى لبنان.
(الأخبار)