فداء عيتانيلا ينفع ترداد عبارة «نحن عرب وعدوّنا إسرائيل»، فهي تنطبق على دول تدعم إسرائيل ليل نهار، وتصلّي لانتصارها. لا ينفع الاحتماء خلف الفتنة السنّية الشيعيّة، فقد سبق أن تمّ تحريكها عبر مقاتلي فتح الإسلام قبل أن يكتشف من يهمّه الأمر أن المجاهدين أهدافهم تتقارب. ولا ينفع أيضاً التباكي والاحتماء بـ«كلمة سواء» وبالعاصمة التي تحاصر، وخاصة أنه لطالما تم استغلال وجود هؤلاء المواطنين سخرة لوسط تجاري لا يرحم، ولرأسمال لا يشبع.
كان على سعد الحريري أن ينتبه مسبقاً أنّه ما هكذا تورد الإبل، إلا أنه عام إثر آخر أصرّ على ممارسة سياسة السيّد والعبد، والآن نسمعه يتباكى بعدما خرج علينا بالأمس من يعتمد التحريض. ولكن للأسف ما هكذا تورد الإبل، وما هكذا يساس البشر، ولا هكذا تقاد البلاد.
وكان على حسن نصر الله أن يخبرنا بعد كل ما ساقه لحكومة وليد جنبلاط ولشخصه وأشخاص فريق السلطة، كيف سيجلس معهم أو مع من يمثلهم على طاولة حوار؟
أي حوار بعد كل ما حصل؟ وأية بلاد يمكن أن تُبنى مع من يصرّ على الرئيس قبل الحوار، والخلاف قبل الاتفاق؟