تحمّس الطلاب الجامعيّون للخطاب السياسي فنزلوا إلى الشارع وباتوا جزءاً من الانقسام و«العصيان». هجروا مقاعدهم فاستجابوا أوامر قادتهم الحزبيين وأرادوا أن يكونوا شركاء في المعركة. «ما بدنا نفتح الجامعة، نحن موجودون بكل مكان في الشارع»، يقول أحد الطلاب
فاتن الحاج

ساد أمس الإقفال التام مدارس العاصمة بيروت وثانوياتها. أما مدارس المتن الشمالي والجبل والشمال، فقد استأنفت الدراسة بشكل طبيعي. وفي البقاع، أقفلت فروع الجامعة اللبنانية في زحلة أبوابها، فيما تفاوت الإقبال بين مدرسة وأخرى، ففي مناطق البقاع الأوسط توقفت الدروس كلياً، بينما أصرت مدارس البقاع الغربي وراشيا على فتح أبوابها صباحاً، ولكن سرعان ما أقفلتها بعد قطع الطرق واندلاع اشتباكات. وفي بعلبك، الدراسة طبيعية والحركة عادية. كذلك تفاوت إقبال الطلاب على مدارس صيدا التي استأنفت الدروس مع غياب ملحوظ للطلاب.
وفي النبطية، أفادت مراسلة «الأخبار» كارولين صباح، أنّ المدارس والجامعات أقفلت أبوابها لليوم الثاني على التوالي، فيما التزمت الجامعات الرسمية والخاصة، فضلاً عن الثانويات والمدارس الرسمية، قرار الإضراب، إذ سبّب غياب العدد الأكبر من الطلاب والمدارس عدم انطلاق يوم دراسي في المنطقة. وفيما سجل إقفال تام في هذه المباني لوحظ انتشار عناصر لقوى الأمن الداخلي أمام بعضها.
وحدها كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال كان وضعها مختلفاً، إذ توقّفت الامتحانات الجزئية للفصل الثاني فيها، بعدما قرر الأساتذة إطلاق تحرّكهم الميداني عبر إضراب أكاديمي لا يتعلق بما تشهده البلاد. فقد عقد أساتذة الكلية مؤتمراً صحافياً تحدث فيه المندوبان في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور محمود مراد والدكتور موسى خليل، فأعلنا بدء تحرك الأساتذة في أعقاب قرار مجلس الوزراء الأخير بتحويل شعبة عاليه إلى فرع واستثناء شعبة النبطية وشطبها من المرسوم. يذكر أنّ شعبة النبطية تضم في صفوفها وقاعاتها نحو 500 طالب جامعي، بينما شعبة عاليه لا تتجاوز مئتي طالب. وطالب خليل الرئيس السنيورة بـ«التدخل شخصياً لتصحيح الخلل كونه يعلم سلفاً بحيثيات القرار ووضعية شعبة النبطية؛ فإذا كان القرار غير كيدي، وإذا كانت الحكومة وطنية فليحسم أمر شعبة النبطية في الجلسة المقبلة ولتعزل الأسباب السياسية عن الضرورات الأكاديمية».
وفيما لم تصدر رئاسة الجامعة اللبنانية قراراً واضحاً بالإقفال، أعلنت الرئاسة، في بيان أصدرته أمس، تأجيل الامتحانات التي كانت مقرّرة أمس واليوم في جميع كليات الجامعة وفروعها، ولا سيما كليات الهندسة وإدارة الأعمال والسياحة والفنادق، إلى موعد يحدّد الاثنين المقبل، في ضوء التطورات الأمنية. من جهته، أرجأ المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصادية، المعرض المهني الأول الذي كان مقرّراً اليوم في الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية إلى وقت يحدد لاحقاً بسبب الظروف.
وفي الفروع الأولى، تحاول بعض القوى الطالبية بثّ الاطمئنان على المستوى المعنوي، فيما توقفت الدروس في كل كليات المجمع الجامعي في الحدث وخارجه، أي كليات الآداب والعلوم الإنسانية والإعلام والتربية ومعهد العلوم الاجتماعية.
أما في الفروع الثانية، فاستجابت الإدارات لقرار الهيئات الطالبية المحسوبة على التيار الوطني الحر بالإقفال، ما عدا كلية العلوم التي استأنفت الدراسة مدة ساعتين لكونه اليوم الأخير في العام الجامعي. وبالنسبة إلى الكليات التي تسيطر القوات اللبنانية على هيئاتها الطلابية فقد تابعت الدروس كالعادة.
وفي الشمال، بدت الفروع الثالثة للجامعة اللبنانية في منأى من واقع بيروت، إذ واصلت نشاطاتها الأكاديمية اليومية.
في المقابل، حضرت إدارات الجامعات الخاصة في بيروت فيما غابت المحاضرات في الجامعة اليسوعية والأميركية واللبنانية الأميركية والعربية وغيرها نتيجة عدم تمكن معظم الطلاب من الحضور. لكن الجو كان مؤاتياً لمتابعة الصفوف وإحياء عيد التأسيس في جامعة سيدة اللويزة وتنظيم نشاط «anti stress day» في جامعة AUT جبيل، ومواصلة الدروس في LAU جبيل مع غياب نسبي.