بسام عبد اللهمنذ عودة الجنرال، أو إذا صحّ التعبير، قبل عودته إلى لبنان، قوبِل بالهجمات من جانب من يدّعون أنهم روّاد حرّية سيادة واستقلال. وقام التحالف الرباعي أو الخماسي ضدّ عون وتحالفاته مع الوزير إلياس سكاف وسليمان فرنجية وميشال المر على أساس قانون انتخاب مُجحف بحق المسيحيين أجمع، ولم يعيدوا النظر بقانون غازي كنعان الذي، وباعتراف الجميع موالاة أو معارضة، ليس صالحاً، بل تمنّوا على الرئيس برّي أن يظلّ هذا القانون نفسه.
أتت الانتخابات الرئاسية، وكان العماد عون مرشح المعارضة. وبدأت الوفود الأميركية والفرنسية وغيرها بزياراتها إلى الرابية لتقول للجنرال «كن صانع الملك لا الملك». وهنا كانت نظرية عون تقول، إنّ أكثرية الطائفة الشيعية الكريمة قد جاءت بالأستاذ نبيه برّي رئيساً للمجلس النيابي، وأكثرية الطائفة السنّية الكريمة جاءت بالرئيس السنيورة رئيساً للحكومة، فلماذا الطائفة المسيحية لا تستطيع أن تأتي بممثّلها الأكبر في المجلس النيابي رئيساً للجمهورية؟ ولماذا يكون التوافق على رئيس الجمهورية المسيحي فقط، لا على رئيس الحكومة أيضاً؟ لماذا إقصاء عون الذي من حقّه أن يكون رئيساً للجمهورية بعدما فاز في الانتخابات النيابية التي تعترف بها قوى الموالاة أكثر من المعارضة.
كانت الاغتيالات الهمجية تقتل سياسيّينا الشباب مثل الشيخ بيار الجميل، والأستاذ جبران تويني، والأستاذ أنطوان غانم... وحسب قول الموالاة، فإن انتخابات المتن الفرعية كانت ستؤكّد أن عون قد انخفضت شعبيته بعد تحالفاته مع أصدقاء سوريا في لبنان. وكان مرشح الموالاة الشيخ أمين الجميّل، أبو الشهيد الشيخ بيار الجميّل، أخو الشهيد الرئيس بشير الجميّل، ابن مؤسّس الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل، والرئيس الأسبق للجمهورية اللبنانية، بينما مرشح العماد عون كان الدكتور كميل خوري غير المعروف متنياً.
رغم كل الاتهامات بأن العماد عون هو من قتلة الشيخ بيار الجميل (حسب قول السيدة جويس الجميل)، ورغم كل الاتهامات بأنه حليف سوريا الأول في لبنان، فاز مرشح المعارضة في الانتخابات الفرعية، وكان لا يزال الكلام أن العماد عون رغم فوز مرشحه هو الخاسر الأكبر.