نادر فوزفي غضون ساعات بسطت المعارضة سيطرتها على العاصمة، التي حاول من يزعم أنه يتزعمّها، مدّ يده إلى سلاح المقاومة. ويمكن استخلاص ثلاث مراحل أساسية لما عاشته بيروت خلال هذه الفترة.
المرحلة الأولى: عزل «الغربية»: استفادت قوى المعارضة، من تظاهرة الاتحاد العمالي العام فأقفلت كل الطرقات المؤدية إلى القسم الغربي للعاصمة، محدّدة خطوط المواجهة السياسية والأمنية مع فريق السلطة: فاندلعت إشكالات ـــــ اشتباكات «طفيفة» على الحدود بين المعارضة والموالاة في الغربية في تحييد كامل لمناطق النفوذ الكامل للمعارضين.
المرحلة الثانية: تطهير المناطق المختلطة: وبعد ظهر 7 أيار أخذ الصراع الميداني وجهة تطهير المعارضين للمناطق المختلطة بين الطائفتين السنيّة والشيعية من مسلّحي السلطة ومراكزهم. تحرّك مقاتلو «المقاومة» في شوارع بربور والنويري ورأس النبع، حيث الوجود المشترك بين الأكثرية والمعارضة، وأسقطوا موقعين هامّين لتيار المستقبل الذي بادر مناصروه إلى إطلاق النار على المسلّحين المعترضين، دون أن تقع أي إصابات قاتلة ليتسلّم الجيش بعدها المواقع الخالية من أنصارها.
وبعد الانتهاء من الشوارع المحاذية لكورنيش المزرعة ورأس النبع، هدأت الأوضاع بين الطرفين في الخطوط الداخلية، واقتصر «القتال» على الأبواب المطلّة على «المزرعة» من ناحيتي بربور والطريق الجديدة. مع العلم أن الطريق الجديدة كانت محاصرة تماماً. استمرّ الهدوء ساعات طويلة حتى ما بعد المؤتمر الصحفي للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.
المرحلة الثالثة: الحسم العسكري: انتهى اللقاء الإعلامي لنصر الله، فباشر رجال الحزب عملياتهم المدروسة على الأماكن العسكريّة للأكثرية.
خفّت وتيرة الاشتباكات عند ردّ زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري في مؤتمر صحافي في قصر قريطم، إلا أنّ جواب الحريري لم يأتِ كما حدّد قادة المعارضة، فكانت النتيجة ساعات قليلة من القتال سمحت بالسيطرة على بيروت ومراكز «المستقبل». يؤكد البعض أنه عند الساعة الواحدة من فجر الجمعة حققت العملية العسكرية أهدافها بالكامل.
ومع انتهاء العمليات نهائياً صباح أمس، باتت النتيجة واضحة: محاصرة قصري كليمنصو وقريطم السرايا، وانعدام وجود مسلحي الأكثرية في العاصمة، ما عدا طريق الجديدة التي دخلها الجيش وأخلاها من المراكز العسكرية.
ومع انتهاء العمليات في العاصمة، اللبنانيون أمام مرحلة رابعة: تعميم الحسم في كل المناطق، وخاصةً الشوف.