فداء عيتانيدراجات شبان من حركة أمل تجوب شوارع بيروت. المشهد يتكرر أحياناً بعد مباريات كرة القدم، وكان المشهد نفسه يسود العاصمة بُعَيد مقتل رفيق الحريري. أسلوب التعبئة الذي يفضله شبان منتشون بنصر طائفة على أخرى يسيطر على شوارع العاصمة، وكل مرة كان يستخدم أسلوب الاستعراض الانتصاري كان يؤدي إلى حقن طرف ضد آخر.
المعركة الميدانية كان هدفها تحقيق تعديل في موازين القوى، وقد تم بالفعل. وحتى لو كان المهزوم يرفض التراجع، إلا أن ذلك لا يجيز الإمعان في إذلال المهزوم.
التغيير السياسي قاب قوسين أو أدنى، ومجدداً سنكون أمام إعادة صياغة العلاقات الداخلية لأركان النظام في هذه البلاد، ولا ضرورة لتأسيس حقد طائفي أو لنزعات انتقامية يمكنها أن تفجر البلد مرة أخرى وجديدة. ولا ضرورة لإطلاق النار ابتهاجاً، ولا لإغلاق مداخل المباني بشبان مسلحين، ولا لدوريات الانتصار على الدراجات النارية.
العوارض الجانبية ترافق دائماً أي علاج، ولكن يمكن دائماً الحد منها.