مهى زراقطساعات معدودة من الصباح وحتى الرابعة بعد الظهر كانت كافية لكي «ينبت» في الشارع المقابل لمستشفى بيروت الحكومي عدد من الغرف الصغيرة. بعضها أنجز بناؤه بالكامل وبعضها الآخر لا يزال في مرحلة «التوريق» وتدعيم الجدران. يضحك العمّال عندما تسألهم «الأخبار» عمّا يفعلونه ومن كلّفهم بالأمر: «طُلب منا البناء وهذا ما نفعله». ويضيفون إن المسؤول الذي كلّفهم القيام بهذه الأعمال «ذهب قليلاً وسيعود». ويكشف آخر أن القوى الأمنية «جاءت وتحدثت مع المسؤول ثم غادرت».
أحد سكان المنطقة المحيطة بالمستشفى ينصح «الأخبار» بالذهاب وعدم طرح المزيد من الأسئلة معتبراً أن ما يحصل ضرب من الغباء «ستزيله القوى الأمنية بسرعة»، فيما يقول آخر إن ما يحصل هو «عصيان مدني ينتهي فور انتهاء العصيان» (!!). خلال الحديث يصل رجل بسيارة مرسيدس لوحتها تحمل أربعة أرقام. يقول أحد العمّال إنه هو من كلّفهم بمهمة البناء ومن سيدفع لهم عندما ينهون عملهم. يستغرب الأخير وجود الصحافة ويسأل عمّا يعنيها من الكتابة عن أمر مماثل، ذلك أن ما يحصل طبيعي: «الناس تريد أن تعيش وتسكن، لا خوف من المشاكل وإذا حصلت تعالوا وصوّروا عندها».
يُذكر أن مناطق أخرى شهدت في اليومين الأخيرين أعمال بناء غير شرعي استغلّ القائمون عليها الأحداث الحالية لإنجازها في وقت قياسي.