السارقون والنشالون وغيرهم من ممتهني الجرائم الجنائية وممارسيها، غير المرتبطة بالجرائم السياسية، لم يتوقفوا عن العمل خلال أيام الاشتباكات، رغم توقف معظم الأعمال التجارية والصناعية والتعليمية ابتداءً من اليوم السابع من أيار الجاري.ومع انشغال القوى الأمنية المختلفة بالمعارك التي دارت في بيروت والجبل والشمال والبقاع، لم يُسَجَّل ارتفاع بمستوى الجرائم الجنائية العادية، والتي، على العكس، شهدت انخفاضاً ملحوظاً، على الأقل لناحية إبلاغ المواطنين عنها. بالمقابل، استمرت قوى الأمن الداخلي بممارسة مهماتها كضابطة عدلية، وتمكنت من توقيف مطلوبين في مناطق عُدّت خارجة على السلطة خلال الأيام الماضية.
ومع بدء تحرك الاتحاد العمالي العام يوم 7 الجاري، أبلغت القوى الأمنية عن سرقة سيارتين، الأولى في الدكوانة والثانية في بعلبك. وفي عرسال ادعى محمود ع. أن أبناء نزار ح. سلبوه بقوة السلاح شاحنته الصغيرة بسبب خلافات بينه وبينهم على قطعة أرض.
في اليوم التالي، بدأت الاشتباكات المسلحة تأخذ طابعاً أكثر حدة، لكن عدد الجرائم الجنائية غير المرتبطة بالاشتباكات لم يرتفع، بل بقي مستقراً تحت المعدل المسجل منذ بداية العام. فقد سُجلت في هذا اليوم سرقة ثلاث سيارات في برج حمود والطريق الجديدة والدكوانة. بالمقابل، عثرت القوى الأمنية في منطقة الروضة على سيارة كانت قد سُرقت يوم 29/4/2008.
في اليوم التالي، (9/5/2008)، أبلغت القوى الأمنية عن سرقة سيارتين، واحدة في طرابلس، والثانية في قب الياس. وسرقت أسلاك كهربائية وأدوات صحية قيمتها نحو ستة ملايين ليرة من منزل قيد الإنشاء في بلدة المنصوري الجنوبية. وفي قب الياس البقاعية، خُلِعت أقفال محل رياض بو مرعي المخصص لبيع السمانة وسرقت من داخله كمية كبيرة من علب السجائر ومبالغ مالية تزيد قيمتها عن خمسة آلاف دولار أميركي. وفي دوحة الحص، دخل ثلاثة أشخاص مسلحين إلى منزل رمزي ش. وسلبوه محفظتين تحويان مبلغاً كبيراً من المال ومستندات خاصة. وادعى في اليوم ذاته أمام فصيلة المصيطبة محمد خ. أن مجهولين دخلوا في الليلة السابقة إلى محله المعد لبيع الأجهزة الخلوية وسرقوا من داخله بقيمة 6 آلاف دولار أميركي. مجهولون آخرون انتحلوا صفة «تحرّ» في مستيتا ــ جبيل وسلبوا عاملاً مصرياً مبلغ 1500 دولار أميركي ثم ضربه أحدهم بعقب مسدس على رأسه قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة.
فجر اليوم التالي، سلب مجهولون بقوة السلاح مبلغاً من المال كان في حوزة شاب مصري آخر يعمل في محطة للمحروقات تقع على أوتوستراد نهر إبراهيم، ثم خطفوه إلى محلة العقيبة حيث رموه وفروا إلى جهة مجهولة.
سرقة الأسلاك الكهربائية عن الشبكة العامة لم توقفها الاشتباكات، من دون تسجيل زيادة في نسبها اليومية، ولم تورد التقارير الأمنية خلال أيام الاشتباكات سوى سرقة 500 متر من الأسلاك العامة في محيط مدافن بلدة بسري. وتلقت القوى الأمنية يوم 10 أيار شكاوى عن سرقة سيارتين، واحدة في شكا والأخرى في دورس، فيما تمكنت من استعادة سيارة في أبي سمرا كانت قد سرقت من كازينو لبنان يوم 6/5/2008.
ومقابل استمرار عمل السارقين أيام المعارك والإضراب، أوقفت دورية من فرع المعلومات وأخرى من فصيلة الهرمل مساء 10/5/2008 المدعو ح. ي. للاشتباه في سلبه مبلغاً من المال بطريقة احتيالية من رنا ن. وقد تبين أنه مطلوب بموجب مذكرة توقيف.
من ناحية أخرى، تمكنت دورية من مفرزة استقصاء البقاع من توقيف علي ع. ز.، أحد السجناء الذين فروا من سجن زحلة يوم 24/2/2008، والمطلوب بموجب 27 بلاغ بحث وتحرّ ومذكرة توقيف. كما أوقفت دورية من فرع المعلومات في طرابلس فتى قاصراً للاشتباه فيه بنشل محفظة سيدة في محلة سوق العطارين. إضافة إلى ذلك، أوقفت دورية من مكتب مكافحة الإرهاب والجرائم الهامة في قوى الأمن الداخلي كلاً من ع. ع. ع. وع. د. ع. عندما كانا يستقلان سيارة من دون وثائق رسمية في حي السلم بالضاحية الجنوبية، وبتفتيشهما عثر في حوزتهما على 21 لفافة تحوي مادة الكوكايين المخدرة، ومسدس غلوك غير مرخص. كما أوقفت دورية من فرع المعلومات في ذوق مكايل الشاب أ. ع. (21 عاماً) للاشتباه فيه بمحاولة اغتصاب إحدى الفتيات قرب جسر المشاة، وسُلّم إلى فصيلة جونيه.