طغى خبر اكتشاف مخزن أسلحة تابع للحزب الاشتراكي في الشويفات على ما عداه من الأحداث في منطقة الجبل. وفي صيدا حراك تفرضه التطورات المتسارعة وعنوانه التأكيد على وحدة المدينة وتحصينها
الشويفات ـ عامر ملاعب
صيدا ـ خالد الغربي

تتابعت أجواء الهدوء والسكينة المشوبة بالحذر في مختلف مناطق الجبل، أمس، واستكمل الجيش اللبناني انتشاره وتسلمه لمراكز الاشتراكي في أكثر من بلدة. وكانت المفاجأة عمليات الكشف عن مخازن الأسلحة، وكانت باكورته في مدينة الشويفات وفي منزل وكيل داخلية الحزب الاشتراكي، رئيس البلدية هيثم الجردي (المعروف بأبو الشهيد). إذ كشفت معلومات عن وجود المخزن في الطبقة السفلى من منزله وهو مغلق بإحكام، وقد وجدت فيه قذائف صاروخية من نوع (آر بي جي) وقذائف لمدافع الهاون وأسلحة رشاشة وقنابل يدوية ورصاص. كذلك كشفت مصادر أمنية عن اكتشاف أسلحة تحمل كتابات عبرية تبيّن أنها ما زالت منذ زمن الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982 وأنها كانت مخبّأة في أحد المخازن وقد باعها المسؤول العسكري السابق للحزب الاشتراكي في مدينة بيروت أبو سعيد العينترازي إلى تيار المستقبل.
من جهة أخرى، قامت وحدة من الجيش بتفجير قنبلة يدوية في منطقة الشويفات يرجح أنها لم تنفجر أثناء الاشتباكات.
وعصر أمس، سلّم «حزب الله» أربعة عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي كانوا قد أوقفوهم خلال اشتباكات الشويفات الأحد الماضي، وقد تمت عملية التسليم في دارة الوزير السابق طلال أرسلان في خلدة. وهم: عماد البعيني، كريم العريضي، سامر نعيم وناجي هرموش.
على صعيد آخر، تصاعدت ردود الفعل على اجتماع المشايخ في خلوة بعذران وما صدر عنه. وعلمت «الأخبار» ببدء التحضير لاجتماع كبير سيعقد برئاسة شيخ العقل الشيخ نصر الدين الغريب، وقد يكون في أحد المقامات في قضاء عاليه سيعلن عن «ثوابت درزية وطنية تؤيد المقاومة وتضع بنوداً أساسية للمستقبل، وترفض النداءات المتصاعدة حول الخطر الذي يتهدد الطائفة». وقد تأخر عقد الاجتماع كمحاولة لجمع أكبر عدد ممكن من الشخصيات والفاعليات الدينية، والتي ستضم من كان منهم محسوباً على الخط الجنبلاطي الذي يمثله الشيخ نعيم حسن.
وكانت هيئة العمل التوحيدي قد أصدرت بياناً رأت فيه أن «الظروف التي يمر بها لبنان تستوجب وقفة الضمير وتحكيم العقل والحكمة والسمو عن الأهواء والغايات والتسامح وإعلاء كلمة الحق ومصلحة الوطن وأمنه وأمن شعبه وسد الطرق على العابثين، بوحدة الكلمة وصفاء النية وتوحيد الصفوف، وليطمئن رجال الدين كافة وأبناء طائفة الموحدين عموماً إلى أن أمن الجبل ضمانة في عهدة الجيش الذي أثبت وطنيته بقيادة قائده العماد ميشال سليمان، ولن نقبل بوجود لأحد من خارج المنطقة يتحكم بأمنها، وأن بقاء السلاح الفردي ضمانة في أيدي أصحابه دفاعاً عن النفس حيث يرفض كل سلاح يجري استخدامه لخدمة المشروع الأميركي ــــ الصهيوني».
ورأت الهيئة أن «الصراع السياسي مع أحد أطراف السلطة في الجبل حرب ضد طائفة الموحدين الدروز في أي مكان. فالطائفة لا يمكن أن يرتبط مصيرها بمصير أحد من جميع الجهات، وأن طائفة الموحدين مذهبها قائم على الصدق، فلا يصحّ أن يستخدم الدين وأهل الدين من أجل أغراض سياسية وأهواء فردية لتكريس الزعامات وأهدافها، بل الوقوف عند ثوابتهم التاريخية العربية الوطنية، المشهودة لهم منذ القدم».
وأضاف بيان الهيئة «ما من ضمير حيّ في هذه الطائفة من أعيان ووجهاء وعامة يقبل في العلاقة أو التحالف مع سمير جعجع نظراً لتاريخه المظلم وخاصة في حرب الجبل. كما أثبتت التجارب بأن سماحة السيد حسن نصر الله هو في موضع الضمانة والثقة في كل أقواله ووعوده وتعهداته بعد الخبرة التي أثبتها في قيمه الأخلاقية والوطنية والإنسانية».
وفي صيدا حراك تفرضه التطورات المتسارعة، وعنوانه التأكيد على وحدة المدينة وتحصينها. وفي هذا الإطار، باشر رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد مروحة واسعة من الاتصالات واللقاءات السياسية والروحية والاجتماعية، وبدأها أمس حيث استقبل في منزله وفداً من علماء مدينة صيدا، بحضور الشيخ أحمد الزين والشيخ ماهر حمود، حيث تناقش المجتمعون في أوضاع المدينة السياسية والأمنية في ضوء التطورات التي تمر بها الساحة اللبنانية.
وبعد اللقاء، عقد مؤتمراً صحافياً تحدث فيه القاضي الشيخ أحمد الزين، الذي قال كنا ننتظر من الأنظمة العربية ومن الوفد الوزاري الذي يزور لبنان مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته ومؤزارته في مواجهة العدوان والغطرسة الصهيوينة.
وأكد الشيخ أحمد الزين موقف صيدا التاريخي والعربي في تبنّيها ومساندتها وإيمانها بالمقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان وفلسطين وفي أسلوبها العلمي والعسكري في مواجهة العدو ومن هم وراءه، معرباً عن اعتزازه وافتخاره بالمقاومة التي ألحقت الهزيمة بالعدو عام 2000 وعام 2006، مشيراً إلى أن هذه المقاومة وبأسلوبها هي التي تستطيع أن تواجه العدو وتلحق به الهزائم وهي الأسلوب الذي يمنع العدوان عن المياه والأرض، وهي التي حررت صيدا وصور وبنت جبيل وبيروت التي استباحها العدو عام 1982، لافتاً إلى أنه من المسلمين السنّة، ومن الطريق الجديدة ومن صيدا انطلقت المقاومة التي قدمت الشهداء، وانتقد بعض الأطراف في لبنان التي تعمل على نشر الثقافة والفكر الانهزامي والسياسة الانهزامية.
ودعا الزين السنة والشيعة واللبنانيين بكل طوائفهم ومذاهبهم إلى الاتحاد وأن يقفوا صفاً واحداً في مساندة المقاومة ورفض الفتنة، معتبراً أن كل دعوة للشحن المذهبي والتفرقة بين السنة والشيعة هي لمصلحة العدو، داعياً العلماء قبل غيرهم إلى وأد الفتنة المذهبية والطائفية ونبذ التفرقة، وإلى الالتزام بالحكم الشرعي المساند للمقاومة. ورداً على سؤال عن دعوة بعض علماء طرابلس إلى الجهاد، أكد الشيخ الزين أن الجهاد يقتصر اليوم على المقاومة في وجه العدو.
ومع إشكالية فتح المدارس في صيدا وطلب العديد من المدارس أن تفتح جميعها أو لا تفتح، رفض سعد المنطق الذي يروج من أن بعض المؤسسات التربوية التابعة لتيار المستقبل تعرضت لتهديدات. وقال لوفد من مديري المدارس الرسمية والخاصة والشبكة المدرسية خلال اجتماعه بهم «دلّونا على المدارس التي تتعرض للتهديد، وعن الجهة التي تهدد وسأكون شخصياً في واجب حمايتها».
من جهته، أعلن رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري أن «صيدا ليست جزيرة، وليست بمنأى عما يحدث في مختلف المناطق اللبنانية، ولكن الحصانة الصيداوية ووعي القيادات السياسية فيها يعطياننا الكثير من التفاؤل ...».