أنتجت الاتصالات السياسية «نصف حل» لمعبر المصنع الحدودي الذي فتح على خط واحد ذهابا وإياباً. ولكن مصير هذا المعبر لم يزل تحت تهديد الإغلاق مجدداً إذا لم يفتح طريق المطار!
البقاع ـ عفيف دياب

فتح معبر المصنع الحدودي مع سوريا بعد ظهر أمس على خط واحد، ذهاباً وإياباً، في بادرة حسن نية، جاءت بعد اجتماع «ماراتوني» عقد في بلدية مجدل عنجر، أفضى إلى قرار فتح المسرب الشمالي وإبقاء السواتر الترابية على المسرب الجنوبي، بانتظار ما ستتوصل إليه المباحثات السياسية وإصدار حزب الله قرار فتح طريق المطار.
وقال متابعون للاتصالات السياسية التي أنتجت نصف حل لـ«الأخبار» إن فتح معبر المصنع هو فقط لأربع وعشرين ساعة كبادرة حسن نية من أهالي المنطقة، الذين ينتظرون قرار فتح طريق المطار حتى تعود الأمور إلى طبيعتها عند معبر المصنع الحدودي. وأضافوا أن أي تقدّم في فتح طرق المطار «سنقابله بإيجابية هنا، لأنه لا مصلحة لأحد في لبنان بقطع طرقات تعدّ أساسية في حياتنا اليومية، ونحن لم نقدم على إغلاق طريق المصنع إلا رد فعل على إغلاق طريق المطار».
فتح باب العبور إلى دمشق من لبنان على خط واحد ترك ارتياحاً لدى قيادات سياسية وحزبية موالية ومعارضة على حد سواء. ورأى أحد المتابعين لخطوة فتح معبر المصنع «رسالة إيجابية من تيار المستقبل ومن النائب سعد الحريري الذي، وحسب معلوماتنا، كلّف قيادات مركزية من التيار إجراء اتصالات مع شخصيات سياسية ورجال دين في البقاع لفتح معبر المصنع من دون ربطه بطريق المطار». وأوضح أن النائب وليد جنبلاط «دخل على خط المعالجة مباشرة، وأوعز إلى مسؤولين في الحزب التقدمي في البقاع بمعالجة أمر فتح المعبر بأسرع وقت وإقناع من يجب إقناعه بذلك وإجراء اتصالات سياسية مع قيادات محلية في تيار المستقبل للتنسيق في ما بينهما ومع مرجعيات بقاعية محلية في مجدل عنجر ودار الفتوى».
وقالت معلومات «الأخبار» إن الاجتماع الذي عقد في مقر بلدية مجدل عنجر شهد نقاشاً واسعاً وآراء ترفض فتح معبر المصنع وأخرى تطالب بإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، إلى أن استقر الأمر على «نصف» حلّ قضى بالسماح للسيارات بالعبور من دمشق وإليها على مسرب واحد فقط، مع رفض السماح للجيش اللبناني بالتمركز قبل صدور قرار نهائي بشأن طريق المطار.
ورحبت قيادات حزبية معارضة في البقاع بخطوة فتح معبر المصنع الحدودي، ورأت في «نصف الحل» بداية إيجابية لإنهاء كل أنواع التوتر في المنطقة. وقال أحد القادة المحليين إن اقتناع تيار المستقبل والحزب التقدمي بفتح معبر المصنع أسهم في الحد من التوتر الذي «نجحنا في إبعاده عن المنطقة، ونحن لم نكن أساساً في وارد استخدام السلاح لفتح المعبر أو طرقات أخرى. ومن هنا فإن فتح معبر المصنع، وإن كان على مسرب واحد، أزال آخر نقاط التوتر أو ما قد ينجم عنها من توتر أمني لاحق نحن في غنى عنه».
ومع إعلان فتح معبر المصنع، شهدت المنطقة حركة سير نشطة، رغم عدم ابتعاد مناصرين للموالاة عن الطريق الدولية، وقد أعلنوا أنهم على استعداد لقطع الطريق مرة أخرى في حال تطوّر الحوادث وفشل المباحثات السياسية في بيروت.
وفي اليوميات الميدانية، فإن إشاعة تجمّع «عسكر» حزب البعث العربي الاشتراكي الذي عاد من «الجبهات القتالية» في مركز الحزب في جلالا ــــ شتوره، أحدث، ظهر أمس، قلقاً في منطقة شتوره، ما أدى إلى تسجيل استنفارات في صفوف تيار المستقبل في المنطقة واضطرار الجيش اللبناني لتسيير دوريات وإقامة حاجز للتفتيش. ونفى أحد المسؤولين في البعث صحة «الخبرية»، وقال لـ«الأخبار» إن التباساً حصل، و«كل ما في الأمر أن استنفاراً نفّذه عناصر حراسة مكتب الحزب في شتوره مع استنفار مماثل لحلفاء لنا في حزب الله وحركة أمل إثر ورود معلومات عن إمكان إقدام عناصر موالية على الاعتداء على مراكزنا في المنطقة».
وفي منطقة كفرزبد، سجّل ليل أول من أمس إطلاق غزير للرصاص، من دون معرفة الأسباب، مع تسجيل حركة استنفار في صفوف عناصر موالية بدأوا بتنظيم عمليات حراسة ليلية في قرى المنطقة التي شهدت أمس يوماً عادياً وطبيعياً، كما سجّل أيضاً في مدينة زحلة التي عادت إليها الحركة التجارية بعد جمود لعدة أيام. وفي البقاع الأوسط، عادت الحياة الطبيعية إلى معظم مناطقه، وخاصة في تلك التي شهدت أعمال عنف في الآونة الأخيرة، كبلدات برالياس والمرج وسعدنايل. . وفي البقاع الغربي، كانت أمس الحركة شبه طبيعية، إلا أن المؤسسات التربوية، الرسمية والخاصة والمعاهد المهنية، بقيت مقفلة.

(شارك في التغطية: أسامة القادري، فيصل طعمة، نقولا أبو رجيلي ونيبال الحايك)