أنطون الخوري حربتراقب بكركي، في غياب سيّدها، تطورات الوضع اللبناني، والمسيحي خصوصاً، في ظل الأجواء التي سادت البلاد منذ صدور القرارات الأخيرة عن الحكومة وصولاً إلى إلغائها.
وفي غياب البطريرك نصر الله صفير، تصبح بكركي مقصداً يستقبل الزوار الأساقفة المقيمون فيها، وجلّهم من النواب العامّين لصفير. يجرون اتصالاتهم بالزعماء المسيحيين للاطمئنان إلى استتباب الهدوء بين القواعد، رغم استمرار الانقسام السياسي.
ويعرب أساقفة بكركي عن تقديرهم للحكمة التي تجلّت لدى القادة المسيحيين في الاتفاق الضمني والتلقائي على عدم تحريك الشارع «ما دام مناصرو حزب الله لا يخشون التعديات عليهم في منطقتي جبيل والمتن بشكل أساسي، نظراً إلى حرص الفرقاء المسيحيين على منع أي استفزاز من شأنه أن يسبّب تحركات احتجاجية تنتهي بالتصادم الدموي. وكذلك لحرص الحزب على عدم إيذاء حليفه المسيحي العماد ميشال عون وتياره الواسع الانتشار». لكن هذا الاطمئنان لم يمنع أساقفة الطائفة من الشعور بـ«القلق والحذر تخوّفاً من تسلل طابور خامس رغم وجود اتفاق بين قادة التيارات المسيحية وبكركي والجيش على أن يكون كل الأطراف إلى جانب الأخير في منع أية تحركات أو صدامات مسيحية ــــ مسيحية». وينظر الأساقفة إلى الوضع بارتياح كبير، مشيرين إلى أن بعض ردود الفعل الفردية كانت محكومة بجوّ التهدئة الداخلية ومنزوعة الغطاء السياسي، مما أدى إلى زوالها بسرعة.
ويكشف أحد الأساقفة عن رفضه اقتراحاً من لجنة المتابعة لقوى 14 آذار بشأن إنشاء لجنة طوارئ تضمه إلى جانب ممثّلين عن التيار الوطني الحر وتيار المردة والقوات اللبنانية، «لأن التنسيق يكون لمعالجة الحالات الطارئة إذا وقعت، فيما التركيز هو على عدم التسبّب بهذه الحالات التي يحتاج تلافيها إلى وفاق سياسي لا إلى إطار رسمي»، مقترحاً العمل على هذا النوع من التواصل في ما بين القوى المذكورة وغيرها من دون إقحام بكركي في هذا الشأن.
ويخلص الأساقفة الموارنة إلى اعتبار قرار الحكومة إلغاء قراريها السابقين عملاً حكيماً «ويا ليتهم تحلّوا بهذه الحكمة وبُعد النظر قبل اندلاع الصدامات المذهبية، لكانوا قد وفّروا عن البلاد هذه الهزات. إن جوهر الخلاف هو بين أقطاب الطوائف الإسلامية التي أدخلت الطائفة الشيعية في الحلف الرباعي ثم انقلبت عليها، والآن يجب أن تنتقل عدوى التهدئة لتعم كل لبنان».