تأخر أمس موعد المؤتمر الصحفي للجنة الوزارية العربية، فلم يبدأ إلا بعد السادسة مساءً. ثلاث ساعات انتظر خلالها الصحافيون وبعض الفضوليين تحت الشمس منتشرين على الحواجز الترابية التي تغلق الطريق أمام المتوجهين إلى مطار بيروت
ديما شريف

تعاني الطريق إلى المطار زحمة كبيرة. الأوتوستراد مقفل، وسائق السرفيس يصرّ على أنّهم لن يفتحوه اليوم، فالمعارضة ــ بحسبه ــ لن تتنازل أمام أحد. عند الثالثة والنصف، الموعد المفترض للمؤتمر الصحفي للّجنة الوزارية العربية، لم يكن هناك أي أثر لجرافة أو شاحنة في المنطقة، رغم أنّ الجميع يعرفون أنّ طريق المطار ستُفتح من بعد المؤتمر مباشرة. يجلس بعض شبان المعارضة وسط الطريق يدخّنون الأرجيلة، فيما الصحافيّون يستظلّون جانب الطريق، ويتّصلون بمكاتبهم لمعرفة أسباب تأخير انعقاد المؤتمر.
عند الساعة الرابعة، تصل الجرّافة الأولى يقودها شاب يبدو أنّه لم يتجاوز سنوات المراهقة بعد.
يأتي أحد المسؤولين في المعارضة ويطلب من الصحافيين التوجه إلى ناحية الجسر لأنه سيعمد إلى إزالة الركام هناك في المرحلة الأولى، فيستبشر هؤلاء خيراً بعد انتظار دام حوالى أربعين دقيقة. يبدأ التحضير للبثّ لدى الزملاء في القنوات التلفزيونية، وتنتشر الكاميرات على الرصيف الذي يفصل الطريق. يضحك جميع الموجودين حين يقول مراسل المنار الزميل حكم أمهز مازحاً إنّ الطريق لن تُفتح حتى ينتهي البرنامج الذي تعرضه المحطّة، لتتمكّن بالتالي من البثّ المباشر من طريق المطار.
ساعة مرّت على الانتظار، ولا خبر عن بدء المؤتمر الصحفي. يبدأ المتجمّعون بالانصراف، بعدما يئسوا من فتح الطريق. يزيد عدد الشاحنات والجرافات من دون أية مبادرة للتحرك.
يقول أحد المسؤولين المعارضين الموجودين عند سؤاله عن سبب ربط فتح الطريق بالمؤتمر، إن هناك احتمالاً ألّا تُنَفَّذ مطالب المعارضة، ما يستدعي إغلاقها مجدداً، فـ«خلّيها مسكّرة أحسن».
يتفاءل الصحافيّون عندما يأتي الأمر الحزبي بإخلاء كل من ليس له عمل من جانب الطريق وإبقاء الإعلاميين فقط، ليتبين أنه إجراء احترازي لا علاقة له باقتراب موعد جرف الردم. دقائق ثقيلة تمر، ويعود أحد المسؤولين ويطلب من الصحافيين تغيير أماكن سياراتهم المركونة قبل الجسر، فتعبر هذه السيارات الحاجز، ما يجعل العديد من السيارات المدنية تظن أنه رُفع الحظر على المرور، فتحاول العبور بدورها وتفشل.
يتناقش شابان من المعارضة في سعر طلقات رصاص ينوي أحدهما بيعها للآخر «الرصاصة بألف ما فيني نزّل سعرها أكثر»، قبل أن يستدرك بالقول إنها لا تخصه، ولكنه يحتفظ بها لقريبه.
كان الحضور الحزبي من المعارضة كثيفاً، فانتشر رجال حزب الله وحركة أمل بين الشاحنات والجرافات وعلى المعابر يتواصلون مع قياداتهم عبر أجهزة الاتصال، يتابعون وصول الآليات الثقيلة، وينسّقون دور كل منها في المباشرة بالعمل، ويرشدون الصحافيين إلى الأمكنة الأنسب للوقوف.
بين الحين والآخر، كان الإعلاميون يتوجهون إليهم بالأسئلة عن بدء موعد إزالة الردميات، فيأتي الجواب موحّداً بين الجميع: «لا ندري. نحن ننتظر مثلنا مثلكم بدء المؤتمر الصحفي وتوصياته».
أمّا في ما يتعلّق بمصير الردميّات، فكان الجواب: «هذا ليس عملنا، نحن فقط نشرف على إزالة الحواجز». من وقت إلى آخر، كانت تصل أفواج الدرّاجات النارية المعارضة وتصيح لحشد المنتظرين على جوانب الطريق عبارات البهجة الانتصار.
يبدأ المؤتمر الصحفي أخيراً بعد السادسة بقليل، فيتجمهر الصحافيون حول أجهزة الراديو في السيارات والهواتف الخلوية لسماع البيان، وتبدو علامات الارتياح على وجوههم عندما يسمعون خبر قرار فتح الطرقات.
الساعة السادسة والدقيقة السادسة والثلاثون، تبدأ الجرافة الأولى بتحميل الردميات على إحدى الشاحنات وسط تصفيق الصحافيين الذين أُنهكوا من الانتظار لمدة ثلاث ساعات. دقائق وتمتلئ الشاحنة، فيما تبدأ جرافة أخرى برفع الردم من الجهة الأخرى لجبل التراب.
على الطرقات الجانبية، تعبر شاحنات محملة بالردم آتية من مناطق أخرى أُفرج عنها وفتحت طرقها هي الأخرى. يتسلق مصوران تلة التراب لالتقاط صورة أفضل للجرافة وهي تعمل، فيما تبدأ السيارات بالاصطفاف لاستعمال الطريق الذي سيتطلب ساعات لإخلائه من تلّتين ترابيّتين تحتلّانه. وفيما ينهمك الصحافيون وعنصر من الجيش اللبناني بتصوير المشهد، يبدأ جيش من عمّال شركة «سوكلين» بتنظيف جوانب الطريق. المنظر مشابه قبل حاجز مدخل المطار، إذ ينهمك عمّال سوكلين بتنظيف الطريق أثناء رفع الردم.
على الجدار القريب، عبارة «أفواج أمل» مكرّرة مرّات عدّة. تعلو الرؤوس لمشاهدة الطائرة التي تدور فوق بيروت في تحيّة إلى المطار الذي يعاد فتحه، فتنتبه إلى أن اللوحة الإعلانية العملاقة التي تعلو أحد الأعمدة تحمل توقيع «قوّات أمل برّي».


طيران الشرق الأوسط تستأنف رحلاتها

أعلن رئيس نقابة موظّفي وعمّال مرفأ بيروت بشارة الأسمر استئناف العمل في مرفأ بيروت بدءاً من صباح اليوم الجمعة.
كما استأنفت شركة طيران الشرق الأوسط رحلاتها، فأقلعت مساء أمس طائراتها القادمة إلى بيروت من المحطات التالية: دبي، أبو ظبي، الرياض، جدة، عمان، القاهرة، ولارنكا.
كما أقلعت رحلتها المتوجهة من بيروت إلى لارنكا في الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس أيضاً.
وأعلنت الشركة معاودة جدول رحلاتها كالمعتاد، ابتداءً من منتصف ليل أمس، وفتح مكاتب المبيعات في لبنان والخارج أيام الجمعة، السبت، والأحد لخدمة المسافرين.