فداء عيتانيعام 1976 كانت سوريا صديقة لأغلب القوى اللبنانية، وخاصة الميليشيات المسيحية التي كانت تعاني ما تعانيه من تحالف «الحركة الوطنية» وقوات منظمة التحرير الفلسطينية. وحين دخلت قوات الردع العربية كانت لا تتشكل من قوى صديقة للمسيحيين فحسب، بل من قوى معادية للتحالف الوطني اللبناني والقوى الفلسطينية. إلا أن المعارك أجبرت القسم الأكبر من الدول المشاركة في قوات الردع على الانسحاب، ودفعت بسوريا حافظ الأسد الى تبديل رأيها والتوجه لضرب الأشرفية وزحلة وجونية. بعدها وقفت القوى اليمينية في البلاد تطالب بالانسحاب السوري، وهو الأمر الذي تم، بعد 3 عقود. الخبر السيئ أن هناك من يملك الجرأة ليكرر تجاربه الفاشلة، بل من يملك الطاقة لإعادة البلاد إلى الخلف. فسمير جعجع لا يرى بداً من مجيء قوة سلام عربية إلى بيروت، ويعتبر ذلك هو الحل من أجل توفير الاستقرار، ويتوهم إلى الحد الذي يقول فيه إن ما يدعو إليه لن يكون تكراراً للتجربة الماضية «إذا طرحنا قوة سلام تتكون من دول صديقة مع لبنان لا مصالح لها في لبنان ولا عداوات لها معه». الخبر الجيد أن زعيم القوات اللبنانية هو فقط زعيم القوات اللبنانية، لا أكثر ولا أقل.