نيويورك ـ نزار عبوداستبعد دبلوماسي غربي مطّلع في نيويورك أن يتوصّل مؤتمر الحوار في الدوحة إلى أي نتيجة، لأن الولايات المتحدة «غير معنية بالحل في لبنان، وهي تنتظر الوقت المناسب لتوجيه ضربة عسكرية مع إسرائيل إلى إيران قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش». وأضاف أن الولايات المتحدة ترى أن مشاركة «حزب الله» في أي حكومة لبنانية «أمر غير مقبول على الإطلاق»، وأن ما وقع في لبنان في 8 أيار الحالي «كان شرَكاً نصبته الحكومة اللبنانية والولايات المتحدة لحزب الله لتحويله من مقاومة لإسرائيل، إلى فصيل ميليشيوي، شأنه شأن أي فصيل محلّي آخر، وتحطيم هيبته الإقليمية».
ورأى أن تيري رود لارسن كان واضحاً في بيانه أمام مجلس الأمن عندما قدم تقريره عن تطبيق القرار 1559 في الثامن من الشهر الجاري، حين وصف الحزب بأنّه «تعدّى على الدولة ومؤسساتها».
وعلى الرغم من الغلبة التي تحقّقت لحزب الله وأنصاره على الأرض، توقّع الدبلوماسي الشديد المتابعة للوضع في المنطقة أن يتصعّد الأمر على مستوى سياسي ودبلوماسي أوّلاً باستصدار قرارات جديدة في مجلس الأمن الدولي بهدف فرض عقوبات تشمل لبنان وسوريا هذه المرة، ولا تستثني المعارضة أو الموالاة، بعد تخلّي الولايات المتحدة عن حلفاء «عاجزين عن أداء دورهم» على حد تعبيره. ورأى أن الغرض من القرارات هو «إحكام العزلة على إيران قبل توجيه الضربة إليها».
ولاحظ أنه خلال زيارة بوش إلى إسرائيل، كانت وجهات النظر الأميركية ــــ الإسرائيلية متطابقة في هذا الخصوص، إذ اتّفق بوش مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك على ضرورة توجيه ضربة عسكرية لإنهاء البرنامج النووي الإيراني قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي.
وأضاف الدبلوماسي المخضرم أنه لا يتوقع أن تتحقّق جميع هذه الأحلام كما تشتهي الإدارة الأميركية، لأن استصدار القرارات الدولية في مجلس الأمن ليس بالسهولة الممكنة. لكنه توقع أن تبدأ العملية من أوروبا، حيث يمكن أن يلجأ الاتحاد الأوروبي إلى اعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية كمقدمة لخطوات دولية لاحقة.
من جهة أخرى، رفض زلماي خليل زاد، مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن، اعتبار عدم حضور فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني، لاجتماع في شرم الشيخ والتقائه الرئيس بوش «تكبّراً وازدراءً منه»، وقال لـ«الأخبار» إن السنيورة كان مشغولاً بمفاوضات الدوحة، ولم تسمح له الظروف بالذهاب.
زلماي خليل زاد قال إن بلاده تدعم «سلامة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه»، لكن ما حصل في لبنان، حسب اعتقاده، هو «أن حزب الله استخدم سلاحه ضد الدولة اللبنانية ومؤسساتها... بعدما كان يقول إنه يدافع عن أرض لبنان»، وأضاف أن استخدام القوة «من جانب هذه المجموعة المدعومة من إيران وسوريا، أزاح القناع عن حزب الله. ولا نعتقد أنه يجب أن يكافأ على استخدامه للقوة بحق المواطنين اللبنانيين والمؤسسات اللبنانية».
وعن تأثير الوضع الراهن على قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالوضع في الجنوب أو محكمة لبنان الدولية، أضاف خليل زاد إنها «تبقى سارية المفعول».