البدّاوي ـ عبد الكافي الصمدفي موازاة إحيائهم الذكرى السنوية الـ60 لنكبة فلسطين، تميّز فلسطينيو مخيّم نهر البارد عن نظرائهم في المخيّمات الفلسطينية في لبنان بإحيائهم المناسبة بشكل مزدوج: نكبة الـ48، إضافة إلى نكبة نزوحهم من مخيّمهم قبل عام، إثر الاشتباكات العنيفة التي دارت فيه بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم «فتح الإسلام» صبيحة يوم 20 أيّار من العام الفائت، ما دفع نحو 31 ألف شخص كانوا يقطنونه إلى الخروج منه جماعياً باتجاه مخيّم البدّاوي المجاور وغيره.
وقد دفع بطء الأونروا في تنفيذ خطة عودة النازحين إلى المخيّم، وعدم بروز أيّ ملامح جدّية حتى الآن في ما يخصّ وعود الحكومة، التي أطلقت أكثر من مرّة على لسان رئيسها فؤاد السنيورة، من أنّ «إعادة إعمار المخيّم محتّمة»، إلى قيام نازحي المخيّم بتحركات احتجاجية متعدّدة ومتلاحقة، لفتوا فيها إلى أنّه ليس مقبولاً أبداً تشرّد أكثر من 60 في المئة من سكانه داخل لبنان وخارجه، وبقاء أكثر من 450 عائلة منه مقيمة في مخازن وأقبية داخل مخيّم البدّاوي وفي جواره، في ظروف معيشية أقلّ ما يقال فيها إنّها بائسة.
انطلاقاً من ذلك، لم تمرّ الذكرى الأولى لـ«نكبة البارد» بالنسبة لأهله بصورة عابرة، لا على مستوى الفصائل ولا على مستوى النّازحين. ففي باحة المدرستين المؤقتتين اللتين بنيتا بتمويل من الحكومة الألمانية في جوار مخيم البداوي مطلع هذا العام، من أجل استقبال طلاب مخيّم نهر البارد، نصب الطلاب خيمتين رمزيتين تعبيراً عن الهجرة والنزوح، ورفعوا علماً كبيراً لفلسطين على جدار المدرستين وشعارات أخرى مثل: «نهر البارد كومة حجار ودمار، بعد أن كان عَمَار»، فضلاً عن إقامتهم تجمّعاً كبيراً في الباحة، أطلقوا فيه العنان لأناشيدهم وهتافاتهم وأغانيهم التي تستذكر مخيّمهم وتمجّد فلسطين. في موازاة ذلك، نظمت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في الشمال اعتصاماً أمام مكتب الأونروا في مخيّم البداوي. وللمناسبة عينها، أقامت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» مهرجاناً في مقرّ اللجنة الشعبية في مخيّم البدّاوي. وفي مخيّم نهر البارد، أقامت حركة «حماس» اعتصاماً جماهيرياً أمام مكتب الأونروا. كما نفذ مئات الفلسطينيين اعتصامين أمام مكاتب الأونروا في بيروت وصور، رفعت خلالهما لافتات تطالب الهيئات الرسمية اللبنانية والدولية والإنسانية بالتدخل لتمكين الأهالي من العيش الكريم والعمل على إزالة الدمار وإعادة بناء ما دمر خلال الحرب. وشددت المذكرات التي رفعت إلى منظمة الأونروا على ضرورة الإسراع في «إعادة بناء المخيم القديم وإعمار وترميم ما دمر في المخيم الجديد».