strong>لا تزال كافيتيريا كلية الآداب والعلوم الإنسانية ــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية مقفلة، ما أدى إلى افتتاح عدد من المقاهي الخاصة على «أطراف» الكلية
ريما يونس
تتعدّد الكافيتيريات المجاورة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، وتتنافس في جذب الطلاب، وخصوصاً أنّ لا كافيتيريا داخل حرم الكلية. من كافيتيريا «إيسامار» إلى «كافيه جمال» و«inzaghi» وفرن السلام تختلف الأجواء لتناسب كل الطلاب.
تتميّز كافيتيريا «إيسامار» بصغر حجمها، وهو ما يجذب الطلاب إليها طلباً للهدوء. وتتحدّث صاحبة الكافيتيريا عن نوعية الطلاب الذين يقصدونها «هم بالدرجة الأولى طلاب جدّيون ومحترمون، يأتون إلى هنا، ليدرسوا ويجلسوا مع أصدقائهم من دون أن يتجاوزوا حدود الأخلاق العامّة». وكان التداول بالمشكلة الأخلاقية قد ازداد بين الطلاب، في إشارة إلى إحدى الكافيتيريات «ذات الجوّ المتحرّر»، التي عمد الطلاب إلى تفاديها أخيراً خوفاً «من الصيت السيئ». إلا أن هذه الشائعات و«الخبريات» التي ترافق بعض الكافيتيريات تغضب عدداً من الطلاب. فيقول باسم وهو طالب في السنة الرابعة، إنّ الجو طبيعي وموجود في كل جامعات لبنان، «لا شيء يخلّ بقانون الآداب العامة، ولكن بعض الطلاب يظنون أنّه بمجرّد أن تكون الكافيتيريا مختلطة فسمعتها ستكون سيئة».
أما «كافيتيريا جمال» وهي من أكبر الكافيتيريات حجماً، فارتأى صاحبها جمال أبو العز أن يستفيد منها ويقسّمها إلى قسمين، القسم الأول للكافيه والثاني يستعمله كمكتبة تساعد الطلاب على تصوير مقرراتهم. يقيّم أسعاره بالمعتدلة وهي مناسبة للطلاب، مضيفاً أنه لا يقدّم النرجيلة، والسبب أن المكتبة تؤمن مدخولاً إضافياً يستطيع من خلاله تسديد الإيجار. ويتميّز هذا الكافيه بحسب الطلاب بموسيقاه الراقية «إذ إنّه لا يسمح بسماع أي موسيقى باستثناء فيروز»، يقول أحد رواد المقهى. ويؤكد علي أنه يقضي وقتاً طويلاً في هذا المقهى «لأن جوّه راق، وأستطيع أحياناً أن أدرس دون أي إزعاج».
يجاور كافيه جمال مقهى «inzaghi» أو مقهى الضباب كما يصفه الطلاب، نظراً لكثرة النراجيل فيه. ويتميّز هذا المقهى بتنوّعه السياسي والطائفي على عكس باقي الكافيتيريات. ونظراً لرواج النراجيل، انتقلت عدوى «inzaghi» إلى فرن السلام «بهذه الطريقة أؤمن إيجار الفرن شهرياً».
من جهة أخرى، تتفادى الفتيات الملتزمات دينياً ارتياد هذه المقاهي «التي لا تناسب جوّنا»، لذلك اخترعن مكانهن الخاص وهو «المصلى» الذي بات يستقبلهن في أوقات الصلاة والاستراحة والترويقة. تقول الطالبة ميسم «أفضّل عدم الذهاب إلى أي مقهى، أنا من بيئة محافظة جداً ولا أحب هذه الأجواء».
وكان مجلس طلاب الفرع قد قام بعدد من التحركات للمطالبة بافتتاح كافيتيريا في الكلية، إلا أنّ هذه التحركات قابلها رفض من الإدارة. وقد أكد أعضاء المجلس أنهم بصدد «تقديم مشروع كافيتيريا للكلية يشمل التكاليف والأسعار، بما يتناسب مع الوضع المادي للطلاب، باختصار مشروع كامل مكمل وهناك أشخاص مستعدون للمناقصة».
يذكر أنّ الإدارة المركزية قد أهّلت منذ أكثر من سبع سنوات الكافيتيريا الموجودة في القاعة الزجاجية في مبنى الجغرافيا ومساحتها 140م2، لكن دفتر الشروط لم يلائم أياً من المستثمرين.