نادر فوزيجلس أحد نواب المعارضة خلف مكتبه، يحاول تتبع تطورات الدوحة، وقد قرّر أن يضع جانباً كل ما يحكى إعلامياً والاعتماد على قراءات سياسية مختلفة. «ليس مسموحاً أن تفشل هذه المبادرة». يقول النائب، مشيراً إلى أنّ لقاءات دبلوماسية عديدة عُقدت في بيروت قبيل حوار الدوحة، أكّد فيها دبلوماسيون عرب وأوروبيون أنّ هذه المبادرة مدروسة وتحظى بتأييد جميع الدول، وأنه ليس من مصلحة أحد اليوم تفجير الوضع، سواء في الداخل اللبناني أو على صعيد المنطقة، ذلك أن الانفجار الداخلي سيعني حكماً انفجار المنطقة. قبل الخوض في الحوار ونتائجه، يؤكد النائب أنّ قطر قادرة على التوسط لتمتّعها بوجهين، أميركي وسوري، قادرَين على مراعاة المعارضة والموالاة، وأنّ الدور القطري جاء نتيجة عجز السعودية عن اختراق الأزمة، وعجز الأميركيين كذلك بعد انهيار حلفائهم. ولكن أمام تطوّرات الحوار القطري، يطرح النائب احتمالَي فشل أو نجاح المسعى العربي، عارضاً سيناريوات محتملة في الحالتين:
* أولاً، في حال فشل الحوار، سيعود الوضع اللبناني الداخلي إلى دائرة التوتّر الأمني، وخاصةً مع اعتبار الأميركيين أن لبنان هو الخط الدفاعي ــــ الهجومي الأول للمحافظة على مشروعهم في المنطقة. ويضيف النائب أن أي تطوّر أمني داخلي سيحوّل المنطقة كلها إلى ساحة صراع بين المشروعين المتواجهين.
* ثانياً، نجاح الحوار يُمكن أن يُزعج العماد ميشال عون، لأن التسوية قد تقضي على طموحه الرئاسي ومشروعه الإصلاحي، مع العلم أنّ «إمكان حصول تسوية يكون عون خارجها ليس إلا احتمالاً ضئيلاً». وفي حال عدم موافقة عون على التسوية، سترتسم علامات استفهام حول قدرة حزب الله على استيعاب موقف عون وعدم التخلّي عنه، وإن حصل الشرخ «يكون ذلك نتيجة الضغوط الدوليّة التي يتعرّض لها الحزب»، وحزب الله يعرف أهميّة وجود التيّار الوطني الحرّ إلى جانبه.
* ثالثاً، نجاح الحوار مع ظهور عون واحداً من أركان التسوية، الأمر الذي سيعيد الهدوء إلى الحياة السياسيّة ربما في بانتظار تطوّرات إقليميّة جديدة.
بعد الحديث عن السيناريوات المحتملة لما بعد حوار الدوحة، يعرض النائب ما يجري على صعيد المنطقة، ليعيد التأكيد أنّ الوجهة تيمّم شطر الهدوء لا الصدام. ويذكر المعارض المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل عبر الوسيط التركي، مقدّماً تفسيرين لها: أوّلاً، أنّ الإسرائيليين أيقنوا أنّ حزب الله، دون الوجود السوري في لبنان، بات أقوى، ويملك هامشاً أوسع من التحرك السياسي حيث لا ضوابط ولا حسابات غير الوضع الداخلي، وهم يسعون إلى ضبط حدودهم الشمالية عبر ضغط سوري على المقاومة. ثانياً، أنّ إقرار تفاهم بين الطرفين يفصل «محور الممانعة» بين إيران من جهة وحزب الله وحماس من جهة أخرى، أما سوريا فباتت تلعب دور الوسيط بين الطرفين.