ديما شريففجأة انتبه أحد المصورين إلى بدء تفكيك الخيمة ـــــ الرمز، فاندفع الجميع وراء العوائق، ورضخ مسؤول حزب الله أمام إصرارهم وتعطشهم إلى «الصورة ـــــ اللقطة». دقائق، دفع بعدها المصورون مجدداً إلى وراء العوائق، لكنهم هذه المرة لم يعترضوا.
بدأ اليوم الطويل باكراً، فبعد إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري فك الاعتصام من الوسط التجاري، توافد الصحافيون إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء. انتشر مصورو القنوات التلفزيونية على الجسر وانتظروا. بدأ العمل أولاً في الساحة الصغيرة التي تشغلها خيم كشافة الرسالة الإسلامية. «فِك الشادر الأزرق بالأول» يصرخ رجل للشاب الذي يساعده. تقف بعض النسوة على بعد أمتار، يلتقطن الصور بواسطة هواتفهن الخلوية وهن يضحكن. «فكيت الكهربا يا حسين؟» يسأل أحد المسؤولين، فيجيبه حسين ضاحكاً بأن الكهرباء مقطوعة أصلاً.
إلى الأمام قليلاً، يقع مخيم حركة أمل. خلا الموقع إلا من بضعة شبان. يدخل أحدهم إلى الموقع، يحمل هراوة، ويتوجه إلى إحدى الصحافيات: «عملي معروف وقفي تقييد (كتابة) لإنو ممنوع» ويطلب من المصور الذي يرافقها التوقف عن التصوير.
يتوجه الصحافيون إلى موقع الخيم أمام مبنى العسيلي الذي تجمع في طبقاته وعلى سطحه أشخاص يراقبون فك الحصار عنهم أيضاً. هناك مجدداً يُطلب منهم عدم التصوير بانتظار أحد المسؤولين الإعلاميين الذي سيسمح لهم بذلك.
في ساحة الشهداء يتجمع مراسلون أملاً في الحصول على تصريح أو لقطة لخيمة تهبط، ولكن دون جدوى، فالتصوير ممنوع أيضاً. يصل المسؤول في حزب الله غسان درويش إلى ساحة رياض الصلح حيث يدلي بحديث إلى محطات التلفزة، يعد بالانتهاء من إزالة الخيم صباح اليوم. ويرى أن المعارضة انتصرت، وحققت مطلبها المتمثل بالمشاركة، وأن التعويض عن الأضرار من مسؤولية الحكومة.
ينتشر على سطح مبنى العويني وأمام نوافذه صحافيو الوكالات، فيما يخرج موظفو الأمم المتحدة من عملهم. أمام المبنى عدد قليل جداً من رجال الأمن، فيما إشارة السير الصفراء ما زالت تعمل منذ سنة ونصف.