ليال حدادلم تنته قصة اللوح، في كلية الإعلام والتوثيق ــــ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية، فصولاً بعد. فبعد استفزازات متبادلة بين مناصري التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية في الكلية، على خلفية تعليق التيار للوح سياسي على مدخل الكافيتيريا، تفاقم الإشكال حتى أصدر مدير الفرع الدكتور أنطوان متّى قراراً منع فيه تعليق أي لوح لأي طرف سياسي كان. بالعودة إلى بداية الإشكال، فقد علّق ناشطو التيار لوحاً عليه خطابات العماد ميشال عون على مدخل الكافيتيريا، رداً على بيان للقوات اللبنانية. إلا أنّ المدير طلب من العونيين إزالة اللوح على أن يعطيهم مكاناً آخر لتعليق ما يريدون. وهكذا حصل، فنقل العونيون لوحهم إلى المكان الذي حدّده متّى.
حتى هذه النقطة يتّفق الطرفان على تفاصيل المشكلة. إلا أنّ نهاية القصة تختلف من طرف إلى آخر. وتقول مندوبة التيار في الكلية باميلا بدر، إنّ رئيس خلية القوات إيلي عازار، مزّق الأوراق الموضوعة على اللوح، في استفزازٍ واضح للعونيين. ولم تقف الأمور عند هذا الحدّ، كما تشرح بدر، إذ إنّ ستة شباب قواتيين من متخرّجي الكلية دخلوا الحرم، كأنهم كانوا مهيّئين للإشكال.
أما الرواية الثانية فتشرحها رئيسة الهيئة الطلابية ستيفاني عنداري. وتعزو غضب الهيئة إلى تجاوز العونيين لها، «فكل ورقة تطبع داخل الكلية يجب أن تحمل ختم الهيئة، هذه هو العرف المعتمد في كل الكليات». ورغم منع النشاطات السياسية في الجامعة اللبنانية، إلا أن عنداري تؤكّد أن الهيئة كانت ستسمح للتيار بتعليق اللوح لو طلبوا إذناً بذلك. «بالأمس، كانت ذكرى استشهاد رمزي عيراني، ولم نعلّق شيئاً احتراماً لمشاعر العونيين ومنعاً للاستفزاز»، تقول عنداري موضحةً أنّ الهيئة تعمل باستقلال رغم أنّ كل أعضائها من القوات والكتائب.
بناءً على ما حصل، استدعى المدير بدر وعنداري وعازار، ورئيسة خلية الكتائب في الكلية ريتا بليبل، وأصدر قراراً بمنع تعليق أي ورقة على أي جدار في الكلية.
لم يرضِ الحل العونيين، فأعادوا لوحهم إلى مدخل الكافيتيريا، ما استفزّ البواب الذي هاجم أحد ناشطي التيار محاولاً ضربه. وكان التيار قد وزّع بياناً على خلفية الإشكال، بعنوان «لو أنهم يفهمون ما يقرأون»، هاجم فيه القوات «السائرة على درب التسلّط والعنف والتعدّي على الآخرين». ولم يسلم مدير الفرع «المشلول القرار، الذي لا يعرف معنى الإدارة ولا الحفاظ على حقوق طلاب كليته». وتمنّى البيان لو أنّ «فرحة اتفاق الدوحة تدوم، ولو أنّ من أخّر البلد ثلاث سنوات جرّاء تعنّته يتعلّم من التجربة ما هو معنى الآخر، فيقبل بالشراكة والحق».
وبعد الظهر عاد المدير واجتمع بمندوبي الأحزاب، وأصدر قراراً بإزالة لوح التيار ولوح خاص بالقوات اللبنانية عليه صور تحتجّ على إقفال تلفزيون المستقبل مرفقة ببعض العبارات الاستفزازية ضد التيار. ومن المنتظر ان توزّع القوات اليوم، بياناً «شديد اللهجة» بعد أن رفض العونيون تقديم اعتذارٍ عن تعليقهم للوح دون استشارة الهيئة.