الحوار الداخلي... مداه قصيرهذا ما لفت إليه راعي أبرشية صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الكاثوليك، المطران إيلي حداد، مشيراً إلى أن «الحوار الجدي هو بين الدول التي لها نفوذ في لبنان»، واستشهد على ذلك بأنه «عندما ارتاحت الأمور إقليمياً ودولياً وبدأت تتّضح معالم الانتخابات الأميركية، ومبادرة الصلح الإسرائيلي ـــــ السوري التي تلوح في الأفق، انفرجت عندنا في لبنان»، آسفاً لأن اللبناني «المنفتح والمرن إجمالاً، يتخلّى عن هويّته، عندما تكون مادة الصراع إقليمية ودولية».

خمس حقائق
رأى النائب السابق بهاء الدين عيتاني، أن اتفاق الدوحة أكّدها، وهي: قدرة العمل العربي المشترك على حل المشاكل العربية «إذا ما تضافرت الجهود وصدقت النيّات»، أن قاعدة لا غالب ولا مغلوب «لا تزال القاعدة المثلى في لبنان»، أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل المشاكل مهما استعصت، إضعاف الدولة أو استضعافها يؤدي الى فراغ لا يمكن لأي فريق أو مجموعة ملؤه، ووجود إجماع عربي كامل على دعم لبنان والمحافظة عليه بصيغته المعروفة.

هل هو في مستوى الطموح
سؤال طرحه النائب علي عسيران، عن اتفاق الدوحة، إضافةً الى تساؤله عما إذا كان «يتطلب كل هذا التشنج والاحتقان؟ وهل الأمر هو في مقعد وزاري أو مقعد نيابي هنا أو هناك؟ وأين هي اللغة الوطنية الجامعة التي تجمع الشعب على هدف واحد». لكنه أردف: «أن كل لبناني يريد خيراً للبنان، يرى خيراً في بنود الاتفاق في اتجاه حياة مدنية قائمة على مراعاة الأصول الإنسانية لا على تشنجات الأصول الدينية».


ثلاث سنوات من القلق والضياع
رأى «التجمع الشعبي العكاري» أن اللبنانيين دفعوها من أعمارهم، لكنه طمأن إلى أن «المحنة انتهت بعدما تبيّن للجميع أن الرهان على الخارج لن يحمل الخير للبنان، وأن الأجنبي لا يمكن أن يكون أحرص من أي لبناني على الوطن». وإذ دعا إلى «أخذ العبر ممّا جرى»، ناشد العرب «كما عوّدونا دائماً في السرّاء والضرّاء»، أن «يبقوا إلى جانب لبنان، ما دام عاجزاً عن حل خلافاته بنفسه».

قلب صفحة الماضي
نتيجة أمَل حزب «رزكاري» أن يؤدي إليها اتفاق الدوحة «الذي أسس لمرحلة جديدة في لبنان»، مشيراً إلى أن اللبنانيين «أثبتوا بوحدتهم الوطنية أنهم يريدون بناء دولة القانون والمؤسسات، دولة يتعاون في بنائها الجميع للتأكيد على مناعة هذه الوحدة الوطنية الرافضة لكل التدخلات الخارجية لتقسيم لبنان وتفتيته». وتمنّى أن يكون هذا الاتفاق «مدخلاً لفتح صفحة جديدة في تاريخنا، تنظر إلى مصلحة لبنان في الأمن والأمان
والاستقرار».

لم نتوقع منكم أكثر من ذلك
بهذه الجملة العاتبة، توجّه اتحاد المقعدين، إلى السياسيين «الذين مرّوا بنا مسرعين في وقفتنا على طريق المطار، وأطلّوا علينا من خلف زجاج سياراتهم المصفحة، ولم يكلف أحد منهم نفسه أن يترجل من عربته ليقف وقفة تاريخية تضامنية إلى جانب الناس». ورغم ذلك أمل أن يمثّل اتفاقهم في الدوحة «بداية التأسيس لوطن يتمتع جميع أبنائه فيه بحقوق المواطن المدنية والسياسية، مع إلغاء أي شكل من أشكال التمييز»، متعهداً التنسيق مع منظمات المجتمع المدني، برصد ومراقبة ومواكبة تنفيذ الاتفاق.

خير رجل لخير أمة
وصف أطلقه وزير المهجرين نعمة طعمة، على أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في برقية وجّهها إليه، للتهنئة «بالإنجاز الوطني والقومي الذي تحقق على يد دولة قطر الشقيقة وبمساندة جميع الإخوة العرب، لجهة إعادة جمع الشمل اللبناني، ورعاية الحوار الوطني بين الأطراف المتنازعين، وإرساء أسس الحل المنشود الذي وأد الفتنة وأوقف مسلسل العنف وأخرج لبنان من مرحلة التشرذم والانقسام، إلى مرحلة استعادة الدولة لدورها
ووحدتها».