طرابلس ـ عبد الكافي الصمدوأشارت بركة إلى أنّ «المشروع يطال هدفين: الأول تراثي يساعد في تطوير الاهتمام بالبناء التراثي وترميمه وإعادة تأهيله، والثاني تنموي إذ يتوجّه إلى شريحة من الشبّان يتعلمون مهنة مزاولتها لاحقاً ستؤمن لهم لقمة العيش، نظراً لقلة العمّال المهرة والمتدربين فيه».
ويتراوح عمل المشاركين في الدورة التي امتدت إلى 12 يوماً بين 20 و40 سنة، وهم من الهواة الذين لا خبرة لهم مسبقاً في هذا الميدان، ويأتون من مختلف المناطق اللبنانية، وكانوا يتقاضون بدل كل يوم تدريب مبلغاً مالياً قدره 25 دولاراً أميركياً. «فوضعهم المادي لا يسمح لهم بإتمام دراسة ما والتخلف عن جني المال، وكان من الضروري تعليمهم وتأمين لقمة عيشهم في آن واحد»، كما تقول بركة.
وأوضحت بركة أنّ المشاركين في الدورة نالوا شهادات تعرّف بمستوياتهم وقدراتهم، في حفل أقيم في «بيت الفنّ» في الميناء، وستكون لهم «الأولوية لجهة الاستعانة بهم عند الشروع في أيّ عمل ترميم مقبل، وهذا يعني أنّنا فتحنا أمامهم آفاقاً وفرص عمل جديدة، ما سيشجعنا على إجراء دورات مماثلة لاحقاً».
وأتت الدورة على شكل عملي وعلمي، فقد أعطيت للمتدربين محاضرات مكثفة ومختصرة وهدفت إلى تعريفهم بكيفية العمل في مجالات الترميم والتأهيل وبناء الأبنية التراثية، قبل مباشرتهم العمل ميدانياً مع الاستعانة بـ«مُعلّم» لديه خبرة واسعة في هذا المجال.
ويقول المهندس المُرمّم أنطوان فشفش الذي أشرف على الدورة «إنها خرّجت مساعدي معلمين، وهو أمر كنّا نفتقده في أيّ عمل نقوم به في السابق، إذ يتوافر المهندسون المرمّمون والمعلمون، بينما نفتقد مساعدي المعلمين والعمّال. وقد دُرّب المشاركون على استعمال الكلس في البناء، لأنّه يعمّر نحو 600 إلى 800 سنة، بينما الباطون يعمّر بين 50 إلى 70 سنة، عدا أنّ الكلس غير مضرّ بالحجر على المدى الطويل مثل الباطون، لأنه والحجر من مادة واحدة».
وقد حضر الاحتفال بانتهاء الدورة كل من رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي ورئيسة اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو سلوى السّنيورة بعاصيري، التي رأت أنّ «من ضمن عمل اللجنة الاهتمام بالأبنية التراثية التي تحمل ثقافة الشعوب وتراثها».