بعد استهداف مدرستين سابقاً، انفجرت أصابع ديناميت داخل مهنية الهرمل. الفاعل لا يزال مجهولاً، والخوف بدأ يسيطر على الطلاب والمدرسين وأهلهم
الهرمل ــ رامي بليبل

الثالثة ثابتة. هذه المرة انفجرت أصابع الديناميت عند الساعة العاشرة والنصف من ليل أول من أمس في مهنية الهرمل الفنية العالية، مخلفة أضراراً مادية جسيمة في مطبخ القسم الفندقي، من دون أن يسجل وقوع أي إصابات بشرية.
ويفتح الانفجارالأخير الباب واسعاً على مصراعيه للسؤال عن سبب استهداف المؤسسات التربوية. فقبل ما يقارب شهر أُلقيت قنبلة كبيرة لم تنفجر في ثانوية الهرمل الرسمية. وبعدها بأسبوع انفجرت قنبلة يدوية في ثانوية الإمام موسى الصدر، فضلاً عن حوادث إحراق الإدارات وعمليات التخريب التي طاولت الملفات والتجهيزات.
الأضرار التي نجمت عن انفجار ثلاثة أصابع من الديناميت ليل أول من أمس تخطت تجهيزات مطبخ القسم الفندقي وأدواته في مبنى مهنية الهرمل الفنية العالية لتدمر أحد الجدران والنوافذ، إضافة إلى التخريب الحاصل في غرف التدريس داخل القسم. وتجدر الإشارة إلى أن القسم الفندقي هو القسم الوحيد الذي لم تُركَّب كاميرات مراقبة في أروقته، خلافاً للأقسام الأخرى المجهزة بهذه الكاميرات، ما يرجح أن يكون الفاعلون من العارفين بتفاصيل بناء المدرسة المهنية.
وأعاد أحد الأساتذة هذا العمل التخريبي إلى نشوب خلاف بين أحد التلامذة وإدارة المدرسة، علماً بأن صفوف المهنية تحتضن طلاباً من مختلف المناطق المجاورة للهرمل كالقاع والفاكهة والعين والنبي عثمان وغيرها، ويتوزع هؤلاء الطلاب على تيارات سياسية متنوعة.
لكن حوادث التفجير لم تقتصر على المهنية، بل على مؤسسات تربوية أخرى، ما يعيد الشك إلى خانة وجود مجموعة تخريبية تستهدف هذه المؤسسات بداعي إثارة البلبلة والفوضى، وهذا ما ينتظر أن تكشف عنه التحقيقات التي تجريها قوى الأمن الداخلي في المنطقة.
معلمو مهنية الهرمل وموظفوها وطلابها نفذوا أمس اعتصاماً أمام مبنى سرايا الهرمل الحكومية، احتجاجاً على عملية التخريب التي طالت مبنى مدرستهم، حيث التقى وفد منهم قائمقام الهرمل طلال قطايا في حضور رئيس بلدية الهرمل مصطفى طه وعدد من الفاعليات، وتم تأكيد أهمية حفظ هذه المؤسسة وضرورة التعاون لضبط الفاعلين وكشفهم.
رئيس لجنة التربية والثقافة في بلدية الهرمل عبد الله ناصر الدين، طالب القوى الأمنية بالإسراع في تحقيقاتها وكشف الفاعلين، والعمل بجدية في وضع خطة وقائية تمنع تكرار هذه الأعمال، سواء أكانت ردات فعل داخلية أم بفعل أشخاص من خارج المدرسة، مستغرباً في حديث لـ«الأخبار» تكرار هذه الأعمال في مدينة الهرمل، بما تمثل مؤسساتها التربوية في المنطقة. وتمنى على المعنيين إعادة بناء ما تهدم وتجهيز ما تلف كي يتسنى للطلاب استكمال تقديم امتحانات نهاية العام الدراسي التي باتت قاب قوسين أو أدنى. بعد هذه الحادثة هل يذهب الطلاب إلى مدارسهم؟ وإن ذهبوا فإن عيناً ستكون على الكتاب وعيناً لمراقبة ما يدور حولهم، حفاظاً على أمنهم وسلامتهم.