البقاع ــ نقولا أبو رجيليانفراج الأزمة السياسية بعد توقيع اتفاق الدوحة بين الزعماء اللبنانيين فرض نفسه على سوق تجارة الأسلحة. فبعد ارتفاع الأسعار تدريجياً على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، وتسجيلها أرقاماً قياسية إبان المعارك التي حصلت خلال الأسبوع الثاني من أيار الجاري، تشهد هذه السوق حالياً حركة معاكسة عبر ارتفاع العرض وانخفاض الطلب، مما أدى إلى انخفاض الأسعار بشكل عام، وخاصة أسعار البنادق الرشاشة.
أبو أحمد، تاجر سلاح في البقاع (60 عاماً) تلتقيه «الأخبار» للمرة الثانية في غضون ستة أشهر، شرح أسباب تراجع أسعار الأسلحة، وأهمها طرح كميات كبيرة من «غنائم» الأسلحة التي سيطر عليها مسلحون من المعارضة، إضافة إلى انخفاض الطلب بشكل عام. وأضاف أبو أحمد أن الجيش وضع يده على قسم قليل من كميات السلاح المخزنة، إذ إن القسم الأكبر، بحسب قوله، توزعه المسلحون المهاجمون في ما بينهم، من دون علم قياداتهم. وكان لمنطقة البقاع الحصة الأكبر نظراً لسهولة الحركة فيها وانتشار تجار الأسلحة في أرجائها. وعن كيفية وصول الأسلحة إلى البقاع من مناطق بيروت وجبل لبنان رد بتهكم: «أستطيع الآن أن أذهب إلى بيروت وأن أعود من دون أمر على أي حاجز أمني. فالطرق الفرعية والترابية منتشرة في الجبال بين كل المناطق اللبنانية، ويمكن عبورها بسهولة». أما أنواع الأسلحة المعروضة حالياً للبيع فمعظمها بنادق كلاشنيكوف وأم 16، مع ذخائرها وتجهيزاتها وكميات غير قليلة من قذائف الآر بي جي. أبو أحمد رفض تحديد الأسعار في الوقت الحاضر، مشيراً إلى «انخفاضها بنسبة 30%، وهي قابلة للتراجع مع عودة الحياة إلى طبيعتها وانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة». بدوره، أشار تاجر سلاح في بيروت إلى أن سعر الكلاشنيكوف انخفض إلى 600 دولار أميركي، بعدما كان قد سجّل نحو ألف دولار في أيام المعارك. أما بندقية أم 16، فانخفضت قيمتها إلى نحو ألف دولار بعدما كانت قد وصلت إلى أكثر من 1500 دولار في وقت الذروة. بالمقابل، بقيت أسعار الرصاص على حالها، وهي تتراوح، بحسب الكمية، بين ألف ليرة و1500 ليرة لطلقة كلاشنيكوف الواحدة. كما أن بعض أنواع البنادق النادرة أصلاً في السوق لا تزال على حالها، مثل بنادق أم 4 التي لم يخفض سعرها حتى اليوم عن ثلاثة آلاف دولار.