القاهرة ـ الأخبارأعرب الرئيس المصري حسني مبارك عن ترحيبه ببوادر انفراج الأزمة اللبنانية، مؤكداً «تأييد مصر، حكومة وشعباً، كل ما يحقق أمن لبنان الشقيق واستقراره». وأجرى مبارك أمس اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش والمرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية العماد ميشال سليمان، فيما قالت مصادر مصرية لـ«الأخبار» إن القاهرة تدرس توجيه الدعوة إلى سليمان لزيارتها، تعبيراً عن اهتمامها بتوفير الدعم عربياً ودولياً لعهده.
وأوضحت المصادر أن مبارك أبلغ إلى العماد سليمان، خلال الاتصال الهاتفي، أن بإمكانه «الاعتماد دائماً على دعم مصر للبنان، في مختلف المحافل العربية والدولية، واستعدادها الثابت لتقديم يد العون للأشقاء اللبنانيين».
كذلك أعلنت أن تعليمات صدرت عن مكتب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى السفير المصري في بيروت أحمد البديوي، تقضي بتنشيط اتصالاته مع مختلف الأفرقاء اللبنانيين في هذه المرحلة، وأن موقف مصر الرسمي هو العمل على إنجاح اتفاق الدوحة وإبلاغ كل المراجع اللبنانية أن القاهرة تقف على مسافة واحدة من الجميع، دون انحياز.
إلى ذلك، نفى مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، المستشار هشام يوسف، وجود خلافات أو فتور في العلاقة بين موسى وسوريا، التي تتولى حالياً رئاسة القمة العربية. وكشف النقاب عن أن موسى سيزور دمشق فور إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، في الجلسة التي سيعقدها مجلس النواب غداً الأحد، تنفيذاً لما اتُّفق عليه في العاصمة القطرية الدوحة. وقال يوسف إن محادثات موسى مع الرئيس السوري بشار الأسد ستتناول مستقبل العلاقات اللبنانية ـــــ السورية بعد انتخاب سليمان، والدور السوري في حلّ الأزمة اللبنانية، بالإضافة إلى الخلافات العربية ـــــ العربية.
وأكد أن ملف المفاوضات غير المباشرة التي تجريها سوريا مع إسرائيل برعاية تركية، سيكون أيضاً حاضراً بقوة على جدول أعمال محادثات موسى في العاصمة السورية، وأن الجامعة العربية ترحب بهذه المفاوضات على أساس الثوابت العربية وحسب الشرعية الدولية، ومشيراً إلى أن عملية السلام لن تنتهي إلا بالتعامل مع الأطراف كافة وإحياء المسار السوري.
واستغرب يوسف أخباراً تناقلها بعض وسائل الإعلام عن «خفوت» الوهج السياسي للأمين العام للجامعة العربية بعد اتفاق الدوحة، الذي أدت فيه الدبلوماسية القطرية دوراً رئيسياً، مذكّراً بالجهد الذي بذله فريق الجامعة برئاسة موسى خلال الأزمة اللبنانية، والزيارات المكوكية التي قام بها إلى لبنان، ساعياً على درب التوصل إلى اتفاق، وإن لم يوفق طوال هذه المدة.
وقال يوسف: «كان هدفنا الوصول إلى نهاية سعيدة، بغض النظر عن الطريقة والطرف الذي يُسهم في الحل. هناك أطراف كثيرة، من بينها الأمين العام للجامعة، أدت دوراً كبيراً ورئيسياً في إيجاد تسوية لملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان». أضاف: «لسنا في صدد المنافسة مع أحد. ما حصل في الدوحة كان جهداً جماعياً حقيقياً، وليس هناك من صراع في الكواليس حول من أسهم في التوصل إلى حل لهذا الموضوع»، مسجلاً «أن الاتفاق كان تحت مظلة الجامعة العربية».
واعتبر أن الملف اللبناني شهد نقلة نوعية بعد اتفاق الدوحة الذي يمنح اللبنانيين رئيساً للجمهورية خلفاً للرئيس إميل لحود، الذي ترك مقعده شاغراً في تشرين الثاني الماضي، مستدركًا بالقول: «ما زال أمامنا العديد من المسائل المهمة التي ينبغي التعامل معها بحذر وإيجابية، ومنها العلاقات مع سوريا».
وخلص إلى أن تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان أمر يمكن التوافق عليه طبقاً لمشاورات مع مختلف الأفرقاء هناك، وأن الوضع في لبنان يحتاج إلى حكومة كهذه، لاستثمار المناخ الإيجابي الذي ساد بعد اتفاق الدوحة.
وختم قائلاً: «نحن نثق بأن الأطراف اللبنانيين كافة مستعدون لهذا الأمر، وخصوصاً أن القادة على مستوى الصف الأول كانوا حاضرين في الدوحة».