ديما شريفردّد المعتصمون أغاني لزياد الرحباني ومارسيل خليفة وشعاراتهم «زُعَما جيوبن مليانة، حتى ندوقك يا لحمة، بدنا وطن علماني» و«شياح وأشرفية، ما بدنا طائفية»، و«اتفقوا عليه لسليمان، والشعب راح بالميدان». هنا تصرخ إحدى الفتيات «الشعب راح تحت الإجرين».
من جهته، أكد مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد عمر الديب أنّ مشروع الاعتصام كان مقرراً منذ التوصل إلى الاتفاق في الدوحة ولم تتبلور فكرته إلا في اليومين الماضيين. ورأى أنّ الجميع في لبنان رضي بهذه التسوية وحصل إجماع على ما حصل في البلد، وبالتالي لم يكن هناك إمكان مشاركة منظمات شبابية أخرى لشبان الاتحاد برفضهم للتسوية. ولفت إلى رمزية الاعتصام قبل جلسة انتخاب الرئيس العتيد لتذكير النواب المتوجهين إلى المجلس النيابي بأنهم تغاضوا عن ذكر القضايا الاقتصادية في الدوحة، وأنهم سيقرون قانوناً للانتخاب سيجر حرباً أخرى لا محالة. وقال الديب إنّ الاتحاد يقف ضد تحالف الطبقة السياسية مع الجيش، ولكنهم ليسوا ضد قائده العماد ميشال سليمان كشخص. وأشار إلى أنّ ما حصل هو هدنة مؤقتة في صراع إطاره طائفي، الحل الوحيد له هو اعتماد النسبية في القانون الانتخابي.
أما يسار وهي إحدى الناشطات في الاتحاد، فتؤكد أنّ القرارت التي اتخذت في الدوحة لا تمثل موقفها لذا فهي قررت المشاركة في الاعتصام. وتضيف إن الزعماء أسقطوا من حساباتهم بند الغلاء المعيشي وهم في قطر رغم أنهم قبل الذهاب كانوا يحملون الرغيف ويتاجرون به، معارضة وموالاة، «كانوا عم يتغطوا بالرغيف بلبنان ونسيوا وقت سافروا». وتختم بالقول إنّ عدداً كبيراً من اللبنانيين يرفض التسويات التي تعيد إلى الحرب.
وحدّد باسم ماضي أن الاعتصام هو للإضاءة على المحاصصة الطائفية. ولا يصدق باسم المسرحية التي تحصل «إنو معقول ما قادرين يتفقوا بلبنان بس يطلعوا لبرا ويصرفوا مدري كام مليون دولار على أوتيلات وأكل بيتفقوا والعالم هون عم تموت من الجوع». ويتحسّر باسم على الشباب الذين «كرمال زعيم بيحملوا بارودة وبيموتوا، والزعما بعدين بيبوسوا بعض على التلفزيون ولا كإنو صار شي». وتلا حسان زيتونة بياناً أكد فيه أنّ الاتفاق خير من المعركة والمراوحة ولكن ما يحصل هو تقاسم للسلطة، بين سياسيين اتفقوا مع بعضهم ضد الشعب وتصارعوا به».
يأتي أحد عناصر قوى الأمن الداخلي ويطلب من الشبان فك الاعتصام والذهاب «تصورتو يلا فلو» ما يثير غضبهم «كإنو نحنا ناطرين الصورة. نحنا جايين نعبر عن رأينا»، يصرخ أحد الرفاق غضباً. تمر السيارات ويلوح راكبوها للمعتصمين، فيما يمنع أحد الأمنيون سيارة من التوقف قرب المعتصمين.
يجمع الاتحاديون على ضرورة القيام بإصلاح اقتصادي، وأنّه رغم إيجابية التهدئة فإنها ليست سوى فترة مؤقتة قبل اندلاع جولة الخلاف المقبلة. وفي ختام الاعتصام، أوضح الأمين العام للاتحاد عربي العنداري أنّ المعتصمين سيكونون على موعد متجدّد مع الشارع والنضال، لتكوين معارضة حقيقية في البلد يكون المعتصمون هم أساسها «السنين يللي جايي إلنا».