ثائر غندوربعد أعوام سبعة على هذه المعركة، وبعد عامين على العفو عن معتقليها خاض الجيش معركة النهر البارد في أيّار 2007. في هذه المعركة، بُثت كميّة لا بأس بها من الدعاية، لكن النتيجة، المعروفة هي دمار مخيّم نهر البارد. وقد سقط في هذه المعارك 170 قتيلاً و 3700 جريح بين إصابات طفيفة وإعاقات دائمة وعشرات الضحايا المدنيين.
من جهة أخرى، تميز سليمان بعد أن استكملت القوّات السوريّة انسحابها من لبنان بتخطيه الشائعات والتساؤلات عن الفراغ الأمني الذي يمكن أن تسفر عنه، وعمل قيادة الجيش بسرعة قياسية على تسلم مراكز القوات العربية السورية، ونشر وحدات الجيش في المناطق التي أخلتها، وخصوصاً في مدينة طرابلس التي لم يدخلها الجيش منذ نحو ثلاثين عاماً، إضافة إلى بعض مناطق عكار والبقاع. وفي استحقاق آخر، جرت أول انتخابات نيابية في لبنان بعد انسحاب القوات العربية السورية، خلال الفترة الممتدة من 29/5/2005 إلى 19/6/2005، حيث «عمل الجيش على تأمين المناخ الأمني السليم لها، رغم ما رافقها من انفعالات عاطفية وتجاذبات سياسية حادّة لامست حدود الطائفية أحياناً» بحسب موقع الجيش الإلكتروني. ثم أصدر مجلس الأمن فجر 11 آب 2006 خلال حرب تموز، وبالإجماع، القرار 1701 الذي دعا إلى وقف كامل لجميع الأعمال الحربية، وانتشار الجيش اللبناني وقوى تابعة للأمم المتحدة جنوب نهر الليطاني.
وفور صدور القرار، سارعت دول عديدة للتعبير عن رغبتها في تقديم مساعدات تقنية ولوجستية إلى الجيش، وذلك في ظل مناخ من التشكيك في قدرته على القيام بهذه المهمة الكبيرة والدقيقة، لكن سليمان آثر أن يقوم الجيش بمفرده وبطاقاته الذاتية بتنفيذ عملية الانتشار، بعدما تداركت القيادة سلفاً وأثناء العدوان إمكان حصول هذا الاحتمال وعملت على إعداد كامل الخطط التنظيمية واللوجستية المناسبة كما قال موقع الجيش.
وقد رفع سليمان في 2/10/2006 العلم اللبناني على تلَّة اللبونة الحدودية المتاخمة لرأس الناقورة، وجال على القوى المنتشرة يتفقدُّها ويمضي يومين مع الجنود في خيمة نُصبت قرب عين إبل، ويخاطبهم قائلاً: «اعلموا أنكم هنا ليس لمشاهدة ما يحصل، وأن كل خرق تقوم به قوات الاحتلال يجب التصدي له بالقوة اللازمة وبما لديكم من أسلحة». وفي إنجاز أمني هو الأكبر من نوعه، تمكنت مديرية الاستخبارات في الجيش خلال حزيران 2006 من اكتشاف شبكة إرهابيّة تعمل للاسختبارات الإسرائيليّة، اعترف أبرز أعضائها، وهو محمود رافع، بإقدام الشبكة على اغتيال الأخوين مجذوب في صيدا بتاريخ 26/5/2006 وكل من المسؤول في حزب الله علي صالح في محلة الكفاءات بتاريخ 2/8/2003، والمسؤول الفلسطيني جهاد أحمد جبريل في بيروت بتاريخ 20/5/2002، إضافةً إلى وضع عبوات ناسفة في أماكن مختلفة.