طرابلس ـ عبد الكافي الصمدوقد دفعت هذه التطوّرات بلدية طرابلس إلى تنظيم لقاءٍ موسّع في قصر رشيد كرامي الثقافي البلدي، جمع عدداً من فاعليات المجتمع المدني من كلا المنطقتين، حيث جرى التطرّق فيه إلى ما يمكن عمله في الإطار التنموي من أجل التقارب بين المنطقتين، وتخفيف الاحتقان القائم.
في اللقاء، أشار رئيس البلدية رشيد جمالي إلى «أنّ طرابلس تواجه معاناة وصعوبات إنمائية هي الأكبر في لبنان، وخصوصاً في مناطق باب التبّانة وجبل محسن والقبّة»، مستنداً إلى تقريرٍ أصدرته وزارة الشؤون الاجتماعية منذ حوالى 5 أشهر، بالتعاون مع مديرية الإحصاء المركزي ووكالة التنمية الدولية (UNDP)، وتناولت فيه التفاوت في القدرة الشرائية للمواطنين في المناطق اللبنانية. ووفقاً للتقرير، احتل الشمال المرتبة الأخيرة بـ2.4 مليون ليرة لبنانية فقط، فيما احتلت بيروت المرتبة الأولى بمتوسط قدرة شرائية وصل إلى 7 ملايين ليرة لبنانية سنوياً، وجبل لبنان 4.8 ملايين ليرة، والجنوب 3.9 ملايين ليرة، والبقاع 3.2 ملايين ليرة.
وأوضح جمالي أنّ الشمال كان منذ أربع سنوات يحتل المرتبة الرابعة قبل البقاع، وعلى مقربة من الجنوب، لكنّ الوضع تحوّل نحو الأسوأ منذ ذلك الحين، ما يشير بوضوح إلى سوء توزيع المداخيل والقدرة الشرائية للبنانيين، إضافة إلى التفاوت بين فئة اجتماعية وأخرى.
وأشار جمالي إلى أنّ «التقرير بيّن أنّ 57% من سكّان طرابلس هم دون خط الفقر»، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّ البلدية «تملك رؤية لمشروع متكامل للتنمية، ويهدف لتحويل طرابلس إلى مدينة خدمات وسياحة ثقافية، لأنّنا نملك المقومات اللازمة لذلك، لكنّ هذا يحتاج إلى أن ننفتح على كلّ الأفكار والرؤى».
أمّا أعضاء المجلس البلدي، فقد ركّزوا على «ضرورة قيام التفاعل بين المنطقتين»، مؤكّدين أن «ما جرى أخيراً من أحداث لا علاقة لنا به، سوى أنّها فتحت أعيننا على المناطق المهملة، وأنّ الوضع لن يتطوّر نحو الأفضل إلا بجهود اللجان المحلية».
من جهته، دعا أحد المشاركين في اللقاء صباح مولوي إلى «تشكيل هيئة أركان لمعالجة ملفات التنمية في المناطق المحرومة»، فيما رأت الدكتورة هيام عيد أنّ «مشكلة هذه المناطق المسحوقة والمحرومة تحلّ بتنميتها وتوفير فرص العمل فيها».
بدورها، طالبت فتاة خضر بـ«قيام لجان محلية لتوفير مشروعات تنموية»، أمّا مختار القبّة عبد القادر القبّوط فقد دعا إلى «إقامة لقاءات مماثلة في المناطق الساخنة، لمعرفة مشكلاتها ومعالجتها»، بينما اقترح توفيق علوش «قيام ورش عمل تطوّعية لإعادة مسار التفاعل بين سكّان المنطقتين، فالجيل الجديد فيهما لا يعرف بعضه بعضاً».