لم تخلُ قرية أو بلدة لبنانية من مظاهر الفرح والبهجة التي عمّت كل لبنان بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. مواكب سيارة تحمل صور الرئيس جالت في القرى والبلدات، وصور الرئيس علّقت في الشوارع والأزقة وعلى أبواب المحال والأماكن العامة والخاصة، ولافتات تشيد بمناقبية الرئيس الجديد، وأخرى تدعوه إلى الاهتمام بالمناطق وتطبيق سياسة الإنماء المتوازن.بلدة رميش ـــ قضاء بنت جبيل، عاشت أجواء ممتزجة بين الحزن والفرح، عند إعلان نبأ انتخاب سليمان والبدء بالحديث عن أسماء المرشحين لقيادة الجيش، ففرح أهالي رميش على انتخاب سليمان رئيساً للجمهورية، ترافق مع غصة الحزن بفراق قائد العمليات في الجيش الذي كان مرتقباً وصوله إلى هذا منصب قائد الجيش، ويحمل حلم أهالي رميش ومحبيه، فاللواء فرنسوا الحاج استشهد وغابت معه آمال أهالي رميش وأحلامهم، فهو كان الموظف الوحيد الذي يصل إلى هذه المرتبة ويحمل الأمل لأهالي البلدة، كما يقول رئيس البلدية اسكندر الحاج «الشهيد كان أول رجل من أبنائها يصل إلى ما وصل إليه، فكان حلمنا وأملنا، وربما كانت فكرة اختيار قائد للجيش من هذه المنطقة النائية سبباً لاغتياله».
بلدة رميش التي تعاني سوء الخدمات العامة، طرقها لم تعبّد منذ عشرات السنين، ويعمل أغلب أهلها بزراعة التبغ، فمشهد البلدة المحرومة واضح لمن يقصدها، ويؤكد على ذلك رئيس البلدية اسكندر الحاج، فيقول «كأننا لسنا من لبنان رغم كل التضحيات التي قدمناها في الحروب والاحتلال، لم يقدّر أحد من المسؤولين جهود هذه البلدة، بعكس أبناء القرى المجاورة. رميش لم يزرها أحد من المسؤولين بعد حرب تموز، ولم تقدّم لها المساعدات العينية والمالية إلا الضئيل جداً الذي نخجل من أن نذكره». فقد أبناء رميش شهيدهم وقائدهم وأملهم كما يقولون، في وقت لم يتسنَّ لأبناء المنطقة الوصول منذ تاريخهم البعيد إلى مثل هذا المركز، رغم كثرة الكفاءات والمؤهلات العلمية التي تزخر بها رميش وغيرها من القرى، «قتلوه ربما لأنهم لا يريدون قائداً من هذه المنطقة النائية الصامدة». وفي صيدا، أقامت «مؤسسة أبو مرعي الخيرية» حواجز محبة، احتفاءً بانتخاب سليمان، بحضور رئيسها الفخري مرعي أبو مرعي وعقيلته هويدا ونائب رئيس المؤسسة القنصل علي علاء الدين وعدد من رؤساء البلديات والفاعليات. وتوزعت الحواجز بالقرب من مركزها الرئيسي في الهلالية ـــ صيدا، وبالقرب من ساحة أبو مرعي وسط مدينة صيدا، ووزعت الورود والحلوى وصوراً للرئيس سليمان والعلم اللبناني.
وأقامت بلدية الشوير ـــ عين السنديانة احتفالاً للمناسبة، تحدث فيه رئيس البلدية نعيم صوايا. ثم كان استعراض لموسيقى الشوير وكشافها ولعبة السيف والترس، وأضاءت المفرقعات النارية سماء المنطقة، ودقّت أجراس الكنائس ابتهاجاً بالمناسبة.
ونظمت بلدة الغازية ومجلسها البلدي وفاعلياتها الاقتصادية والأهالي احتفالاً تحدث فيه عضو هيئة الرئاسة في حركة «أمل» رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، فرأى أن «أحداً في لبنان لم يهزم، بل المهزوم واحد هو المشروع الأميركي ـــ الإسرائيلي».
وفي قلعة بعلبك، أقامت عائلتا الطقش وجعفر حفلاً فنياً لمناسبة انتخاب الرئيس سليمان وعيد المقاومة والتحرير، بحضور راعي أبرشية بعلبك للروم الكاثوليك المطران الياس رحال، قائمقام بعلبك عمر ياسين، ورئيس بلدية بعلبك بسام رعد ومخاتير وفاعليات. وقد قدمت فرقة المجد لوحات فولكلورية من الدبكة التراثية على مدرجات معبد باخوس.
وفي عكار، أقيمت احتفالات شعبية حاشدة وعقدت حلقات الدبكة ووزعت الحلوى على المارة في القبيات والبيرة الكويخات. كما أقامت akkar press حواجز محبة وزعت خلالها الزهور والأعلام اللبنانية على المارة. كما توجهت رئيسة الجمعية اللبنانية لإسعاد الطفولة في عكار الدكتورة نزيهة سعيد اليوسف بالتهنئة للرئيس ميشال سليمان. ودعت جمعية المزارعين اللبنانيين في بيان أصدرته إلى أخذ الموضوع الاقتصادي والاجتماعي بعين الاعتبار في تعيين رئيس الحكومة ثم في التشكيلة الحكومية.
(الأخبار، وطنية)