رضوان مرتضى«الحشد كان هائلاًً، كنّا موجودين على مقربة من المنصة. بدأ الجمهور في الأسفل بالتدافع لدرجة لم يستطع معها رجال الأمن المكلفين حماية المنصة إبعاد المتدافعين الذين كسروا العائق الحديدي المحيط بها، عندها تدخّلت مجموعة من عناصر الفهود في قوى الأمن الداخلي وبدأت بإبعاد المتدافعين، مستعينة بأعقاب بنادقها. بعض المصوّرين كانوا على المنصة، لم تشفع لهم كاميراتهم، فنالوا حصّتهم من الضرب، عمد بعدها الفهود إلى حمل عدد منهم وألقوهم من أعلى إلى أسفل». رواية أحد المصورين الصحافيين عما جرى في ساحة رياض الصلح عندما كانت الفنانة هيفاء وهبي تحيي الحفل الذي دعا إليه تجمّع 11 آذار.
أحد منظّمي الحفل قال لـ«الأخبار» إن العنف الذي لجأت إليه القوى الأمنية في التعامل مع المشاركين في المهرجان، والذي تعرّض له الإعلاميون، كان نتيجة التدافع الشديد الذي حصل عند انقطاع التيار الكهربائي، حيث طُلب من هيفاء وهبي مغادرة المسرح ريثما يتم ضبط المتدافعين.
بعض المشاركين في مهرجان أمس رأى أن ما جرى يعود إلى سوء التنظيم من جانب المنظّمين الذين لم يأخذوا في الاعتبار عدد المشاركين الكبير الذي فاق حسب أحد التقديرات 100 ألف مشارك. فقد ذكر أحد المصوّرين أن عدد عناصر قوى الأمن لم يتخط 30 عنصراً. أنور عمرو، مصوّر وكالة الصحافة الفرنسية، شرح لـ«الأخبار» ما حصل معه، حيث اعتدي عليه رغم الإصابة التي يعانيها في قدمه، حيث انهال رجال الأمن عليه بالضرب بعدما رموه من على المنصة، بالركل والضرب بأعقاب البنادق، قبل أن يسحبه زملاؤه المصوّرون من بين أقدامهم. ولفت عمرو إلى أن القوى الأمنية أسهمت بشكل ما في الفوضى التي سادت. فالعسكريون سحبوا بعض الفتيات وسمحوا لهن بالوقوف على المنصة، فيما مُنع المصوّرون من الوصول إليها، ومن وصل منهم رُمي من المنصة على الجمهور.
المصوّر رضوان مطر، أدخل ما حصل في إطار الاعتداء على ذاكرة البلد، باعتبار أن المصوّر هو الوحيد الذي ينقل الصورة الواقعية للحدث، فيعمل بذلك على تأريخه.
وقد توجّه المصوّرون المعتدى عليهم بنداء إلى المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، ناشدوه فيه بألا يكون المصوّرون والإعلاميون «فشّة خلق القوى الأمنية في حالَتي السلم والحرب»، كما دعوه إلى محاسبة كل من يتعرّض بالأذى للذين يضعون حياتهم في خدمة الحقيقة من خلال نقل الصورة الواقعية.
اللواء أشرف ريفي أسف في حديث إلى «الأخبار» لما حصل، وأشار إلى أنه أحال الموضوع إلى التحقيق فور علمه بالأمر، مشيراً إلى أنه بالرغم من حالة الفوضى التي كانت سائدة يوم أمس، لا شيء يبرر التعرّض بالضرب للصحافيين والمواطنين بالشكل الذي حصل. كما لفت اللواء ريفي إلى أن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في صدد اتخاذ إجراءات لمنع تكرار ما حصل، موضحاً أن أوّل هذه الإجراءات سيكون تولّي فرقة مكافحة الشغب أمن التجمّعات المقبلة.