للسنة الرابعة على التوالي تنظّم الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) معرض «project expo» لمشاريع تخرّج طلاب اختصاصَي هندسة الكومبيوتر وعلوم الكومبيوتر
ليال حداد

بدا أمس التوتّر واضحاً على طلاب الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST). الجميع ينتظر رأي لجنة الأساتذة بمشاريع التخرّج التي عرضها طلاب اختصاصَي هندسة الكومبيوتر (computer and communications engineering CCE) وعلوم الكومبيوتر (Computer science). أكثر من خمسين مشروعاً، عرضت في القاعة الرئيسية في الجامعة، حيث تنوّعت مواضيع المشاريع إلا أنّها كانت كلها جديدة ومبتكرة.
على مدخل الجامعة وقف شادي فخري، أمام مشروعين من مشاريعه، أولهما رجل آلي يستطيع عند انقطاع الكهرباء أو في أي مكان مظلم تحسس نور الشمعة، والذهاب إليها وإطفاءها تفادياً لأي حريق. إلا أن مشروع فخري الأساسي، هو آلة خاصة تُستعمل في الحدائق العامة والمتاجر الكبرى، وترمي المياه على القماش الأسود، «عندما نشغّل الآلة تنزل المياه على شكل أحرف كلمة AUST، ولكن يمكن «ركلجتها» على أي كلمة أو أي شكل مطلوب». لم تكن كلفة المشروع صغيرة بالنسبة إليّ كطالب «لقد دفعتُ ما يزيد على 3500 دولار أميركي، ولا يزال العمل يحتاج إلى الكثير من التطوير»، يقول فخري.
لكن الكلفة لم تكن مشابهة في كل المشاريع، فيتحدّث الطلاب جورج رعد، نديم كعدي، علي الخنسا، سامر خوري، وتاييش بيضون عن كلفة تصنيع لم تتجاوز 190 دولاراً «إلا أن عملنا أيضاً لا يزال يحتاج إلى الكثير من التطوير». مشروع هؤلاء الطلاب هو عبارة عن مطفئة حرائق تتحرك بشكل تلقائي عند إطلاقها، فتسير بمفردها على سكة محددة مسبّقاً، وتستطيع تمييز ضوء الحريق وأي حرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية، وتطلق المادة الخاصة بإطفاء الحريق. ويطمح الطلاب إلى تسويق آلتهم الجديدة ولكن بعد تطويرها، فتشرح بيضون عن الخطوات اللاحقة وأبرزها تجهير الآلة للاتصال المباشر بالصليب الأحمر والدفاع المدني عندما ترصد حريقاً معيناً.
أما نادر عبود وداني موسى ورفيق الحلو، فمشروعهم كان عملياً بشكل أكبر، إذ صمّموا برنامجاً على الكومبيوتر يساعد المتصفّح على الدخول مثلاً إلى أي منزل يريد شراءه وتفقّد التفاصيل الصغيرة في المنزل، «البرنامج ليس فقط للمنازل، فما نعرضه اليوم، هو متحف افتراضي، يستطيع من خلاله المتصفّح الدخول ومشاهدة كل التحف الموجودة في المتحف. كذلك الأمر بالنسبة إلى المتاجر التي ستتمكن من عرض بضائعها بواسطة هذا البرنامج»، يقول الحلو شارحاً تفاصيل العمل، الذي استغرق أربعة أشهر كاملة.
تنوّعت مشاريع الطلاب، وجمعت كلها في كتاب أصدرته الجامعة وتضمّن صور المشاريع وشرح عن كل مشروع. تحمل الطالبة ميريلا اقليموس الكتاب بين يديها، وتشرح على الصورة والآلة الموضوعة أمامهم عن لوحة الإعلانات الإلكترونية التي صممتها مع زملائها رامي سمعان، مارك عبدايم، وبسام زكريا، «يجب أن تنتشر هذه اللوحة في المؤسسات والجامعات، لكي تتمكن الإدارات من وضع الإعلانات الخاصة بالموظفين والطلاب عليها». وتهدف هذه اللوحة إلى توفير أوراق، وتأمين طريقة منظمة ومرتّبة لإيصال الرسائل إلى الطلاب والموظفين. «انطلقت فكرتنا من المشاكل التي نشاهدها يومياً في الجامعة، فغالباً ما تمزق أوراق الإعلانات أو توضع في أماكن لا يراها الطلاب، أما مع هذه اللوحة، فالأمر يصبح أسهل وتصل الرسالة إلى الجميع كما أننا نوفّر المال على المؤسسات».
كذلك يتضمّن المعرض بعض المشاريع القديمة التي صمّمها الطلاب العام الماضي ولاقت نجاحاً كبيراً، منها آلة لتعبئة المشروبات الغازية بطريقة تلقائية «يحزن الإنسان عندما يرى مشروعاً بهذه الأهمية، ولم يلقَ نجاحاً في السوق. كل المشاريع الجديدة يصوّرها الإعلام مرة وتُنسى، وهذا ما يدفع الشباب إلى الهجرة، إذ لا أحد يقدّر عملهم وإنجازاتهم»، يقول المتخرّج نيكولا خوري.