كشفت دراسة جديدة لمعهد اليونسكو للإحصاء الأثر القوي للتفاوت الاجتماعي على نظام التعليم الابتدائي في بلدان متنوعة، والتحدي الماثل أمام توفير فرص تعلم متكافئة لجميع الأطفال. وعرضت الدراسة التي صدرت تحت عنوان «نظرة إلى داخل المدارس الابتدائية»، لنتائج عملية مسح شملت أحد عشر بلداً في أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا الشمالية.وقد أجاب معلمو الدرجة الرابعة ومديرو أكثر من 600 7 مدرسة على الاستبيانات المفصلة بشأن طريقة عمل المدارس، وكيفية ممارسة المعلمين للتعليم، وظروف التعلم والدعم المتوافر للمعلمين ومديري المدارس.
وعرض التقرير لأبرز الثغرات في الموارد بين المدارس في المدن والأرياف. إذ تحتاج المدارس في الأرياف إلى أعمال تصليح على نطاق أكبر من سائر المدارس. وتظهر الدراسة أنّ التلاميذ في القرى ينتمون إلى الفئات المحرومة، والتفاوت القائم في الموارد المدرسية شديد الارتباط بوضعهم الاجتماعي والاقتصادي. وهم يعانون أيضاً من خطر مزدوج، أي توافر موارد أقل لهم في المنزل والمدرسة على حد سواء.
وتبين أنّ أحد أهم العوامل في تشكيل بيئة التعلّم هو التزام المعلمين والتلاميذ. فتبعاً للدراسة، يتحدث المعلمون ومديرو المدارس التي تستقبل أطفالاً محرومين اجتماعياً عن حوافز قليلة للتعلم لدى التلاميذ، لقاء عدد أكبر من المشكلات السلوكية. كما يركز مسح المؤشرات العالمية للتعليم في المدارس الابتدائية على تأثير تدنّي التوقعات على بيئة التعلم والتعليم. ويوفر معلومات مفصلة بشأن مجموعة من القضايا، من جهود المدارس لضمان تحقيق جميع التلاميذ طاقاتهم في التعلم، وصولاً إلى إسهام الأهل في عملية تعليم أطفالهم. وتشير البيانات إلى أن ظروف العمل صعبة أكثر في المدارس التي يلتحق بها بشكل رئيسي تلاميذ الفئات المحرومة، حيث يعبّر المعلمون عموماً عن استيائهم بشأن مستوى دخلهم، ودعم الأهل للتلاميذ، وحجم الصفوف والحصول على مواد التعليم في قاعة الدرس.
وشمل المسح أيضاً استبياناً بشأن الفرص الحقيقية التي تمنح للتلاميذ لتعلّم القراءة. ففي غالبية البلدان، يميل المعلمون في تدريسهم للتلاميذ المنتمين إلى أسر ميسورة إلى الاستعانة بمواد تنطوي على تحديات أكبر، ويعتمدون أساليب تعليمية تفرد حيزاً أكبر للجانب الإبداعي. أما المعلمون الذين يهتمون بتلاميذ الفئات المحرومة، فيصفون أساليب تعليمهم بأنه أقل تطلّباً وأكثر استخداماً «للتسميع» والتكرار الروتيني.