البازورية ــ آمال خليلأكثر ما يهمّ نسيم الآن هو أن يوصل رقم هاتفه النقّال اللبناني الذي اشتراه شقيقه محمد للتوّ على اسمه لهذه الغاية، عبر محاميته سمدار بن نتان إلى أولاده ليتمكن من التواصل معهم بعد عودته إلى لبنان ما دامت تسوية وضعهم مستحيلة لأن طليقته التي يحكم القانون الإسرائيلي لها بحضانتهم ترفض التخلي عنهم وتمنع خروجهم خارج الأراضي المحتلة ليعيش معهم في بلد أجنبي. ومن المحتمل أن يتحرك نسيم بعد الإفراج عنه باتجاه الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة لمساعدته في لقاء أولاده، في الوقت الذي يصرّ فيه على العودة إلى لبنان والعيش فيه.
أما في ما يخص إمكان ملاحقته، فلا تزال عالقة ومبهمة بالرغم من التطمينات التي تتلقاها أسرته، وخصوصاً بالنسبة إلى وضعه المستجد بعد تخليه عن الجنسية الإسرائيلية وإصراره على العودة إلى لبنان وإثبات تعاونه مع حزب الله وهو يعدّ خائناً رسمياً للدولة الصهيونية التي عاش فيها قبل أن تكتشف سلطاتها أنه «عميل لحزب الله».
تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تستحضر ذكر نسيم نسر لاستدلالها على من يخون وطنه، وتواصل عرض الفيلم القصير الذي يمثل الأبيض والأسود. فالأبيض يرمز إلى إلياهو بن حكيم أحد رموز مؤسسي الكيان الصهيوني، والأسود يرمز إلى نسر الإسرائيلي الذي طعن وطنه الصهيوني في الظهر. والجدل الذي يثيره نسر «الخائن» هو ارتباطه بعلاقة قرابة مع بن حكيم لناحية والدته فالنتينا، علماً بأن بن حكيم وبإمرة من منظمة شتيرن الصهيونية المماثلة للهاغانا، قد اغتال في عام 1948 في مصر المندوب السامي البريطاني إبان الانتداب البريطاني ليوقع بين البريطانيين والمصريين، وقد حوكم وسجن لفعلته؛ ويروي هذه الحادثة الفيلم المصري «جريمة في الحي الهادئ». وفيما تتم المقارنة بينه وبين نسر الذي «لم يتعامل مع حزب الله فحسب، بل اتهم بالتخطيط لخطف ابن خالته ألبير (ابراهيم) حكيم، العقيد في احتياط الجيش الإسرائيلي واستدراجه إلى لبنان مثل تننباوم»؛ وقد رفعت خالته ضده دعوى قضائية بتهمة محاولة اختطاف ابنها.
لكن ما تتناقله الأوساط الإسرائيلية، هو الخوف من تداعي القومية والانتماء إلى الكيان الصهيوني وتكرار حالات مماثلة لنسر، لذا فقد انبرت وسائل الإعلام منذ تخلّيه عن الجنسية في عام 2004 إلى شن هجوم واسع عليه والتضييق والضغط على أبنائه الذين يشار إليهم في المدرسة والحي والشارع بالبنان على أنهم أبناء «الخائن». لكن عائلته ترى أن «القرابة التي تربطه بسيد المقاومة السيد حسن نصر الله، لناحية والده، لا بد كانت ستنتصر في النهاية كما ينتصر الحق في آخر المطاف».