ثائر غندورهل يحق التساؤل: ماذا بقي من اتفاق الدوحة؟ الكلام السياسي المباشر يقول إن الاتفاق سليم ولم يتعرّض لهزّة. تؤكّد مصادر المعارضة أن الضمانات العربيّة توفِّر حسن تطبيق الاتفاق، وأن تسمية فؤاد السنيورة رئيساً لأول حكومة في عهد الرئيس ميشال سليمان ليست تجاوزاً لما تمّ التوافق عليه تحت الرعاية القطريّة، بل هي «تصرّف كيدي وغير أخلاقي» كما يقول أحد المعارضين. في المقابل، تؤكّد مصادر قوى 14 آذار أن النقاش في غرف فندق شيراتون دارت حول اسمين لرئاسة الحكومة: سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وبالتالي لا يحق لأعضاء 8 آذار أن يفاجأوا بهذا الخيار.
نص اتفاق الدوحة على انتخاب سليمان رئيساً للجمهوريّة، وعلى هدنة إعلاميّة بين الوسائل المملوكة من الفريقين، وتعديل قانون الانتخاب، وتشكيل حكومة اتحاد وطني تضم 16 وزيراً لفريق 14 آذار، و11 للمعارضة، و3 لرئيس الجمهوريّة، وتوزيع الحقائب السياديّة بين الفريقين. ويقول بعضهم إن «ثمّة أجواءً» كان يمكن الخروج منها باستنتاج مفاده أن السنيورة لن يكون هو الرئيس الجديد للحكومة.
ما طُبّق حتى الآن هو البند الأول من الاتفاق، أي انتخاب رئيس الجمهوريّة فقط لا غير، وهو المطلب القديم لفريق السلطة. أمّا تعديل قانون الانتخاب فقد أرجئ إلى وقت لاحق، والفريقان يقولان إنهما لا يزالان مصرّين على هذا البند، وإن تأجيله حصل بطلب من الرئيس برّي لأنه مرتبط بقانون فؤاد بطرس الذي يجب إحالته على اللجان النيابيّة.
لكن البند الأساسي الذي لم يُطبّق حتى الآن هو الهدنة الإعلاميّة. كل «خندق» يتّهم الآخر بخرق هذا البند، ويُضيف فريق 14 آذار أن غريمه 8 آذار خرق بند التهدئة في الشارع أيضاً. لكن النتيجة الأكيدة أن الهدنة الإعلاميّة والشارعيّة مؤجّلة حتى وقت غير محدّد.
وبالنسبة إلى البند المتعلّق بالحكومة، يقول أحد مسؤولي 14 آذار إن فريقه لن يتراجع عن تعهّده بحكومة الوحدة الوطنيّة.
ويقول زميل له في المعارضة إن هناك شدّ حبال بين الفريقين حول موضوع توزيع الحقائب السياديّة ونوع تمثيل المعارضة. فحزب الله لا يزال يُصرّ على أن يكون هناك وزير سني وآخر درزي، وهو ينتظر ردّ النائب سعد الحريري على هذه النقطة. ويقول قريبون منه إن عدم موافقة الحريري على التبادل قد يعني تمثيل الحزب القومي، واختيار «نوع آخر» من الوزراء.
ويأتي هذا الكلام ليتكامل مع حديث مشابه تقوله المعارضة، أن على السنيورة تحمّل طباع وزرائها، رغم أن المقرّب من حزب الله يؤكّد أن الحزب لن يتصرّف بكيديّة رداً على تسمية السنيورة، لأن هذا «ليس من شيمه».
اتفاق الدوحة في خطر، خلاصة يصل إليها مراقب سياسي. يتذكر تاريخ العلاقة بين الفريقين. لقد خذل سياسيو 14 زملاءهم في 8 مرّات، قد لا يكون آخرها تعهّد السنيورة عدم إصدار القرارين المتعلّقين «بأسد المطار» العميد وفيق شقير وشبكة الاتصالات التابعة للمقاومة.