محمد محسنيخرج المهنئون من بيوت الحجاج. يحملون في جعبتهم هدايا اعتادوها في كل موسم. بين ماء زمزم والتمور يضيع عود السواك. العود الجاف المستخرج من شجر الأراك يتعرض لإهمال متعمد، وقلة هم من يستثمرون فوائده. مثّل عود السواك الحل المثالي أمام الأقدمين للعناية بالفم والأسنان. وبعد اختراع الفرشاة وتطور الصناعات الطبية، وتوصلها إلى معجون الأسنان، تراجع دور السواك إلى حد كبير جعل منه عرفاً اجتماعياً، وأبعده عن دوره الحقيقي كمنظف ومطهّر للفم. ومرت العصور وتقدم العلم ليكشف عن حقائق جديدة.
فقد أثبتت الدراسات أن السواك بما يحتويه، يستطيع تأمين الحماية للأسنان من التسوّس طبيعياً. كما أنه يمنع النخر ويقضي على البكتيريا والطفيليّات المسبّبة لها، ولهذه الموادّ قدرة فائقة، تظهر في حماية سطوح الأسنان من تأثير الحوامض. كما أن السواك في شكله سبق الفرشاة، بشعيراته التي تستطيع الدخول بين الأسنان، وتطهيرها وحماية اللثة.
ينتشر السواك في الأسواق بأسعار رخيصة جداً، وهو أوفر بكثير من مبيّضات الأسنان والمعاجين المستحدثة، التي فطن صانعوها إلى أهمية السواك، فأضافوا إليها مواد مستخرجة من عود الأراك. سعر السواك لا يزيد على 1000 ليرة لبنانية، وبالمناسبة هو لا يخضع لغلاء عالمي... فلا بأس بالتجربة.

حظيت يا عود الأراكِ بثغرها

أما خفت يا عود الأراك أراكَ

لو كنت من أهـل القتال قتلتك

ما فـاز منـي يا سِواكُ سِواكَ