بنت جبيل ــ داني الأمينفي قرى المواجهة، تكثر الروايات المتناقلة بين الأهالي عن طريقة استشهاد عدد من المقاومين، واحتمال بقائهم على قيد الحياة. وإن كانت السلطات الإسرائيلية قد حسمت الجدل لجهة الإعلان عن وجود أربعة مقاومين أحياء محتجزين لديها (ماهر كوراني، حسين سليمان، خضر زيدان، ومحمد سرور) لكن عدداً من عائلات المقاومين الذين أعلن نبأ استشهادهم ما زالوا يأملون، ولو قليلاً، عودة أبنائهم أحياء.
خلال عدوان تموز 2006 فُقد العديد من المقاومين أثناء المعارك والمواجهات، منهم من أُعلن استشهادهم فوراًً، ومنهم من انقطعت أخبارهم، بحيث لم يُعرف حينها إن كانوا قد أُسروا أحياءً أو أمواتاً.
أهالي هؤلاء لا يزالون بانتظار معرفة مصير أولادهم. المقاوم علي الوزواز ابن مدينة بنت جبيل الذي التحق بالمقاومين في مارون الراس، سُرّب في البداية أنه قد يكون أُسر وهو لا يزال على قيد الحياة، الأمر الذي أثار موجة من الأمل لدى ذويه. لكن رواية أحد المقاومين الذين كان بقربه تفيد أنه أصيب بشكل بالغ في رأسه، وبدا له أنه استُشهد ولم يتمكّن من سحبه، واختفت جثته بعد ذلك، وقد أعلن حزب الله استشهاده.
المقاوم حسن كرنيب من بلدة مارون الراس فُقد أيضاً أثناء المواجهات في مربّع التحرير في بنت جبيل. ولقد أعلن والده كامل أنه لا يعلم عنه شيئاً، مع العلم أن أحد المقاومين بيّن أن «كرنيب انقطعت أخباره بعد معركة بنت جبيل الشهيرة على مثلث (عيناثا ـ بنت جبيل ـ مارون الراس) ولكن لا معلومات حتى الآن تؤكد نبأ استشهاده، حتى إن الصليب الأحمر أعرب عن عدم تمكّنه من معرفة مصير كرنيب». ولم ينحصر الأمر بكرنيب والوزواز، إذ هناك العديد من المقاومين الذين انقطعت أخبارهم أيضاً، مثل المجاهد موسى حسن فارس الذي جرح أثناء تصديه للاحتلال في مارون الراس، وانقطعت أخباره بعدما أبلغ رفاقه عن مكان إصابته، ولكنّ هؤلاء لم يتمكّنوا من الوصول إليه، وتبيّن لاحقاً أن الإسرائيليين وصلوا إليه وعزلوه عن ثيابه المبلّلة بدمائه، وأخذوه معهم دون أن يُعرف وقتها ما إذا كان ما زال على قيد الحياة أم وافته المنية، وقد أُعلن أيضاً استشهاده. والأمر مشابه بالنسبة إلى عدد من المقاومين ومنهم: الشهيد موسى خنافر (28 عاماً ـــــ عيناتا) متأهل وله ثلاث بنات استشهد في منطقة السد في 25 تموز 2006. الشهيد زيد حيدر (24 عاماً ـــــ عيناتا) عازب، استشهد في 24 تموز 2006 أثناء المواجهات التي حصلت على مربع التحرير. الشهيد مروان سمحات (21 عاماً ـــــ عيناتا) استشهد في 24 تموز 2006 خلال المواجهات التي حصلت على مربع التحرير. الشهيد محمد دمشق (27 عاماً عيتا الجبل) استشهد في مارون الراس بعد مواجهات بطولية خلال الأسبوع الثاني من العدوان، متأهل وله بنت وحيدة لم يشهد ولادتها. الشهيد موسى فارس (27 عاماً ـــــ مارون الراس) جرح أثناء مواجهات مارون الراس في اليوم العاشر للعدوان واستشهد نهار الجمعة في 23 تموز 2006. هلال علوية (أرنون).
ويضاف إلى الشهداء الذي سقطوا خلال عدوان تموز 2006، العديد من الشهداء الذين لم تُستعَد جثامينهم، ويُعتقد بأن إسرائيل تحتجزهم في مقابر الأرقام في فلسطين المحتلة. وتتضمّن قائمة هؤلاء الشهداء لبنانيين وفلسطينيين وعرباً سقطوا في معارك مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي في فترات متعاقبة بدءاً بالاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وصولاً إلى عام 2006 ومن بين هؤلاء: يحيى الخالد، إياد قصير، حسين ضاهر، إلياس حرب، فرج الله فوعاني وغيرهم.
تجدر الإشارة، إلى أنه في 15 تشرين الأول 2007 ووسط تكتّم غير مسبوق من جانب الطرفين، أنجزت عملية تبادل بين حزب الله وإسرائيل، سلّمت خلالها إسرائيل الأسير حسن نعيم عقيل المعتقل منذ عدوان تموز 2006، وجثماني شهيدين للمقاومة هما سامر نجم ومحمد عسيلي، مقابل تسلّمها جثة المستوطن الإثيوبي من يهود الفلاشا غابريال دهويت، الذي كان يعمل صياداً وفُقد قبالة شاطئ حيفا بتاريخ 20/1/2005 وعثر عليه حزب الله قبالة الشاطئ اللبناني.