strong>في الذكرى الثامنة للتحرير، احتفل طلاب كلية العلوم ــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، بدعوة من التعبئة التربوية في حزب الله. وبدت للاحتفال خصوصيتّه وأهميته بعد حوادث بيروت الأخيرة واتفاق الدوحة
ليال حداد
«هنا زمن النصر تجلّى، طاف المجد وصلّى، صاح الصبح بنا قوموا، زمن الهزائم قد ولّى». هنا كلية العلوم ــــ الفرع الأوّل في الجامعة اللبنانية، وهنا أيضاً اجتمع الطلاب ليحتفلوا بالذكرى الثامنة لتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي. مئات الطلاب رفعوا أعلام لبنان وحزب الله والتيار الوطني الحرّ وأنشدوا «هيهات يا محتلّ، هيهات منّا الذل»، مؤكدين تمسّكهم بسلاحهم ومقاومتهم حتى تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والأسرى.
بدا حضور طلاب التيار الوطني الحرّ بارزاً، فجلسوا في المقاعد الأمامية مرتدين «فولاراتهم». «التحرير مهمّ بالنسبة إلينا قبل ورقة التفاهم وبعد الورقة»، يؤكّد مندوب التيار في الكلية خليل الحاج علي، ويشير إلى أنّه بعد اتفاق الدوحة، فإن مستقبل التيار سيكون في الفروع الأولى. «نحن لسنا حزباً طائفياً، وفي هذه الكلية تحديداً، التعدّد في صفوفنا واضح، نحن انعكاس للتركيبة اللبنانية». وللتفاهم بين التيار والحزب في المدينة الجامعية معنى مختلف عن ذلك المتعارف عليه سياسياً، فالعلاقة بين الطرفين تخطّت حدود «اللياقات» بين الحلفاء، إلى العلاقات العاطفية والصداقات العديدة «نحنا هيك، في رفقاتنا تنين خطبوا، هو تيار وهي مناصرة للحزب»، يقول الطالب روني عاطف، ويضيف مستدركاً «هيي مش منتسبة للحزب، بس مناصرة، هيدي بداية».
بالعودة إلى الاحتفال، امتلأت المقاعد المخصصة للطلاب، قبل الانطلاقة بوقت طويل، كما افترش عدد من الطلاب، الذين لم تسعهم ساحة درب الشمس في المجمّع الجامعي في الحدث، الحديقة المجاورة، «اليوم بات للتحرير معنى أوسع، وخصوصاً بعد نصر تموز، واتفاق الدوحة، على الجميع أن يدركوا أننا طرف في المعادلة اللبنانية»، يقول الطالب علي قانصوه.
ونظّم المهرجان عشرات الطلاب التابعين للتعبئة التربوية في حزب الله، فجلس «الإخوة» إلى اليسار و«الأخوات» إلى اليمين، كما وزّعت الأعلام اللبنانية على الطلاب وقد كتب عليها «كلنا للوطن ...كلنا مقاومة». كذلك توزّعت لافتات صفراء قرب المنصة الرئيسية تؤكّد أنه في ذكرى 25 أيار «سقطت إسرائيل الكبرى» و«ولى زمن الهزائم». وقد ألهبت فرقة الولاية حماسة الطلاب، فرفرفت أعلامهم على وقع الأناشيد.
«أوّل مرة بحضرن مباشرة»، تقول الطالبة في السنة الأولى رياضيات مريم فضل الله، وتضيف: «كنت أشاهد الفرقة على تلفزيون المنار، ولكن لا تزال رغبتي ناقصة، إذ يجب أن يظهر السيد حسن نصر الله عندما ينشدون نصرك هز الدني». تضحك رفيقة فضل الله وتتباهى أمامها بأنها رأت السيّد في مهرجان النصر في أيلول 2006 إذ كانت تقف إلى مقربة من المنصة التي خطب منها السيّد.
وقبل بدء المهرجان السياسي مع مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل، والنائب حسين الحاج حسن، قام جندي في الجيش ومقاوم بتأدية التحية إلى العلم اللبناني، على وقع النشيد الوطني.
من جهته، تحدّث الحاج حسن عن جانب أكاديمي، متوجهاً إلى الطلاب الحاضرين «نريدكم متفوّقين، لا يجب أن تكتفوا بعد اليوم بشهادتي الإجازة والجدارة، يجب أن تطمحوا إلى الدكتوراه». وذكّر الحاج حسن بأن غالبية الشهداء في المقاومة كانوا من المتفوّقين «التفوّق ضروري لجهة المصلحة الشخصية والعامة، ومصلحة الوطن، وهذا أحد أسباب هزيمة إسرائيل على يد المقاومين». أما باسيل فرأى «أنه لا يمكن إحياء ذكرى التحرير من دون أن نعود إلى أكبر عملية استشهادية قام بها في السادس من شباط 2006، رجلان كبيران هما السيّد حسن نصر الله والعماد ميشال عون». كذلك شكر باسيل حزب الله والحركة على وقوفهما وتضامنهما مع موقف التيار في الدوحة في الإصرار على تعديل تقسيم بيروت.
كذلك تخلّل الاحتفال كلمة لعميد كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية في الجامعة اللبنانية كميل حبيب وجّه فيها التحية إلى شهداء المقاومة والسيد نصر الله ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان «وإلى كل مقاوم في بلادي، أكان اسمه طلال أرسلان أم سليمان فرنجية، أم ميشال عون». وكشف حبيب أنّ الجامعة تنوي إزاحة الستار عن نصب المقاومة في شباط المقبل.