ديما شريفتنبعث رائحة بخور خفيف من باب إحدى قاعات مبنى وست هول في الجامعة الأميركية في بيروت. يتجول في القاعة عدد من الطلاب وسط هدوء يسود المكان. هنا يعرض طلاب صفوف الفنون الجميلة أعمالهم الفنية المتنوعة، وهي نتاج دروس مكثفة أظهرت مواهبهم وساعدتهم على تنميتها. وكان قسم الفنون الجميلة في الجامعة قد توقف خلال الحرب اللبنانية، ولم يعد إلا منذ أربع سنوات، حيث يقام المعرض السنوي للطلاب الذين يعرضون فيه إنتاجهم من لوحات ومنحوتات وأعمال فنية مختلفة. يتوزع الطلاب على ستة عشر صفاً تدرّس فيها فنون مختلفة من النحت، الرسم، الأكريليك وزيت، السيراميك والفن المفهومي (Conceptual art). ومعظمهم ليسوا طلاب فنون بل يتابعون دراستهم في اختصاصات متنوعة داخل الجامعة لكون الصف اختيارياً.
تتابع الطالبة عليا حاجو دراستها في إدارة الأعمال وتعرض أربعة أعمال. هنا منحوتة تمثّل رجلاً فينيقياً يذهب إلى الحرب «بس فزعان. هيدا شي من ثقافتنا إنو دايماً منحارب»، تقول عليا. كما تعرض ثلاثة رسوم أخذتها في صف التشريح حيث تكون الموديل الممثّلة اللبنانية رينيه ديك. واللافت في المعرض الأعمال «المفهومية»، ولا سيما اللوحة التي تضم صوراً فوتوغرافية لعيون طلابية، و«غراموفون» عليه رغيف خبز بدلاً من الأسطوانة يصدر منه «صوت الرغيف العربي».
يذكر أنّ الأعمال المعروضة هي نتاج خاص بالطلاب، وبعضها لم يكن يقصد أن يكون كما عرض. فإحدى المنحوتات النصفية، انكسرت بيد صانعتها أثناء العمل، فعدّلتها لتصبح رأساً مفصولاً عن الرقبة. وفي إحدى الزوايا، تمثال صيني كان لونه قبل وضعه في الفرن رمادياً وزهرياً، لكنه خرج بلونين جديدين هما الأسود والأحمر. هذه الحوادث غير المتوقعة تجعل من الأعمال الفنية المعروضة نتاجات فريدة، قابلة لتفسيرات متعددة مثل عمل «In&Out» ذي المنحوتات الثلاث، الذي رآه البعض يصوّر شخصاً يدفن نفسه، فيما اعتبرته إحدى الزائرات يمارس الجنس.