بعد اتفاق متحف اللوفر الفرنسي وغوغنهايم النيويوركي مع متحف أبو ظبي، ها هي المتاحف الألمانية تتوجه إلى دبي. التنافس بين الإمارات العربية على «التألق» في عالم الثقافة والفن والتاريخ في تزايد. وقد أُعلن في دبي أن المتاحف الألمانية الثلاثة الأكبر (برلين، دريسدن وميونيخ) ستساهم في تكوين «متحف عالمي» تكون مدينة دبي مركزه. وستعير المتاحف الألمانية قطعاً فنية لهيئة الثقافة والفنون في دبي، وستساهم في إنشاء صندوق خاص بالثقافة تابع للإمارة. ورفض المحافظون الإدلاء بتفاصيل عن الجانب المالي من الاتفاق، واكتفوا بالإشارة إلى أن الإمارة ستتكفل بمشاركتهم.وكانت دبي تبنت أخيراً سياسة ثقافية طموحة، فهي تسعى إلى إنشاء «متحف عالمي» يشمل جميع الفنون. في الوقت نفسه، تحاول المحافظة على حي البستيكة الشاهد الوحيد على ماضي دبي كقرية هادئة، حيث كان الناس يكسبون قوتهم من خلال الغطس لاصطياد اللآلئ.
ويعود بناء هذا الحي إلى تسعينيات القرن الـ19، وقد أصبح محاطاً بناطحات السحاب والطرق السريعة. وتحاول مدينة دبي المحافظة على الحي عبر إدراجه على لائحة اليونسكو للتراث العالمي. لكن الطلب صعب، فالحيّ تبلغ مساحته نحو 300 متر، وكان سنة 1950 يمثّل مدينة دبي، لكنه الآن يمثل أقل من واحد في المئة من مساحتها الكلية. وتحاول دبي المحافظة على إرثها الثقافي الخاص بها، لأنه يضمن «التواصل الحضاري لثقافتها وتقاليدها، ولكي تبيّن لتلاميذ مدارسها كيف كان يعيش أجدادهم كي لا يخسروا ثقافتهم». ولكن «المعركة» للمحافظة على الحي لا تزال في بدايتها، وستكون طويلة وصعبة رغم دعم السلطات للمشروع.