فداء عيتانييقبع بعض أهم وجوه ثورة 14 آذار في منازلهم، يرفضون التطرق إلى الشأن العام، ولقاء الصحافيين، أو المشاركة في لقاءات ذات طابع سياسي، مكتفين بممارسة أعمالهم اليوميّة، والتفرّغ لأسرهم بعدما أحبطت الثورة آمالهم ولم يكن في وسعهم القيام بانتفاضة في الانتفاضة. وأغلب هؤلاء كان يعتقد بحق أن ثورة الشعب اللبناني هي طريق إلى تغير في نظام الحكم نفسه، وإن فاتهم أن دستور الطائف الذي تبنته انتفاضة الاستقلال لا يسمح بتعديل جدي لنظام الحكم، ولا القوى المشاركة والمتحالفة توافق على تبديل لنظام الحكم الرث.
وفي مقابل هؤلاء، فئة لا تني تنفخ نفسها مطالبة بالمزيد من النواب والوزراء، محاولة جهدها توسيع حصصها في الحكم، فئة من الذين يمثلون فعلاً النظام اللبناني، الذين لا يقاربهم الخجل وهم يدافعون عن مذهبيتهم وطائفيتهم على شاشات التلفزة، ويكادون يصرخون «تحيا القبائل المتناحرة» و«كل الثورات في خدمة التخلف».