طرابلس ـ عبد الكافي الصمدانفتحت شهية التوزير في الشّمال، وأسهم توزيع حصص الحقائب الوزارية بين الموالاة والمعارضة ورئيس الجمهورية في الحكومة الثلاثينية المقبلة، وفق ما نصّ عليه اتفاق الدوحة(16 /11 /3)، في «طحشة» معتادة من الطاقم السياسي عند كلّ استحقاق مماثل، إلا أنّها أتت زائدة عن حدّها هذه المرّة، نتيجة حسابات أجراها الطامحون إلى الاستيزار، أبرزها الانتخابات النيابية المقبلة، وبالتالي فإنّ مشاركتهم في الحكومة ستمثّل رافعة مهمّة لهم، من شأنها أن ترجّح كفّتهم على منافسيهم وحلفائهم معاً، الأمر الذي أدّى إلى بدء خلط أوراق التحالفات التي كانت قائمة، لحساب أخرى يُنتظر أن تتبلور قريباً، بالتزامن مع ملامح خلافات بدأت تظهر بين رفاق الأمس.
ففي طرابلس التي تنتظرها معركة نيابية يرى مراقبون أنّها ستكون الأقوى، نظراً لوجود كتل سياسية ومالية متباينة ومؤثرة فيها، ينطلق حرص تيّار المستقبل على استعادة النائب سمير الجسر حقيبة ما، أو توزير النائب مصطفى علوش، بالتزامن مع توجيه السهام إلى الوزير محمد الصفدي، تارةً من خلال التلويح باستبعاده وتوزير النائب مصباح الأحدب، أو تسريب احتمال توزير عضو التكتل الطرابلسي النائب محمّد كبّارة.
وإذا كان توزير سنّيّين من طرابلس سيسهم في تراجع أسهُم بقاء الوزير أحمد فتفت في الحكومة، مع إبقاء الضنّية ممثلة فيها بوزير المال جهاد أزعور، فإنّ الغياب الكبير في الحكومة المقبلة سيكون من نصيب عكّار، التي تمثّلت في الحكومة السابقة بوزيرين، والغياب ردّه النائب مصطفى هاشم إلى «ما يراه رئيس الكتلة التي ننتمي إليها، فمن يمثل الكتلة يمثلنا في عكّار؛ حتى لو قالوا لنا لا تترشحوا للنيابة فسنفعل».
هذا التضارب داخل سُنّة الموالاة لم تنجُ منه سُنّة المعارضة. فبعدما أشار الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله إلى وجود توجّه لتمثيل وزيرين سُنّي ودرزي من المعارضة، طرح في بازار التوزير أسماء عدة. وقد فسّرت أوساط مراقبة دعوة رئيس «جبهة العمل الإسلامي» فتحي يكن إلى تمثيل سُنّة المعارضة في بيروت في الحكومة، بأنّها «مؤشّر إلى التباين داخل سُنّة المعارضة في الشّمال حول الموضوع».
أمّا مسيحياً، فيبدو أنّ جبران باسيل هو المعارض المسيحي الشمالي الوحيد الذي ضمن حقيبته، بينما يدور صراع حاد بين مسيحيي الموالاة. فتوزير بطرس حرب الذي يرجّح أن يمثل قرنة شهوان في الحكومة، سيعني غياب الوزيرة نايلة معوض عن الحكومة، فضلاً عن عدم تمثيل زغرتا لأوّل مرة منذ زمن طويل، إضافةً إلى استبعاد توزير النائب أنطوان زهرا عن القوات اللبنانية، لأنّ توزير 3 أشخاص من البترون سيلاقي اعتراضات.
وفيما يُحكى عن احتمال توزير نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، كي يواجه الاستحقاق الانتخابي الصعب في الكورة، بقي رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية مصرّاً على عدم المشاركة.