صور ــ آمال خليلأين هو الطفل يوسف م. (11 عاماً) الذي اختفى منذ 21 تموز 2006 حين اصطحبه والده من منزل العائلة في قضاء صور وتوجّه به نحو سوريا ثم إلى ألمانيا ثم إلى مكان لا تعرفه والدته المحامية عبير عنتر، التي «اختُطِفَت» منها حضانة ابنها.
تروي عبير لـ«الأخبار» أنها قبل 12 عاماً، وفي سن الواحدة والعشرين، تزوجت بعد قصة حب دامت ثلاث سنوات، كان زوجها خلالها يعيش في ألمانيا، وأقامت معه في منزل ذويه. وبعد 21 يوماً على عقد القران، عاد هو إلى ألمانيا فيما انتظرت هي كي تضع مولودها.
وبعد أربعة أشهر، حصل خلاف بينها وبين عائلة زوجها عادت بعده إلى أهلها. وقالت عنتر إن أهل زوجها «حاولوا إجبارها على الإجهاض بموافقته»، وأنه، أي زوجها، «رفض الطفل، وطلب أن تودعه في دار للأيتام، أو أن تفعل به ما تشاء بعدما طلّقها شفوياً في اتصال معها». ولمّا أنجبت طفلها وذهبت لتسجّله على اسم والده، اكتشفت أن عقد القران ليس مسجّلاً في دائرة النفوس لأنه كان متزوجاً في ألمانيا من سيدة ألمانية للحصول على الجنسية، ويُمنَع عليه الزواج من أخرى. لكنها سرعان ما سوّت وضع طفلها القانوني.
وإذ انقطعت صلته وأهله بها وبطفلها منذ فترة حملها، انصرفت إلى تربية ابنها والإنفاق عليه من عملها في مهنة المحاماة.
ولمّا بلغ الرابعة من عمره، قامت عبير برفع دعوى النفقة الواجبة على والد ابنها. وقد ألزمت المحكمة الشرعية بعد سنتين الوالد دفع المبالغ المتراكمة، وأصدر بعدها قاضي الشرع محمد دالي بلطة حكم التفريق بين الزوجين. وبعد هذا الحكم، عاد الزوج إلى لبنان للمرة الأولى منذ زواجه، ولم يكن قد رأى ابنه الذي بلغ السابعة من عمره. رغم ذلك، وبحسب رواية الوالدة، تقدم الأب بدعوى أمام المحكمة الشرعية لضم ابنه إلى حضانته. ربح الأب الدعوى، لكن الابن رفض الأمر وتدهورت حالته النفسية. استأنفت عبير الحكم لأن «والد ابنها وأهله لا يعتنون به كما يجب»، لكنها لم تحصل سوى على رؤيته مرة واحدة أسبوعياً. تقول الأستاذة عبير عنتر إن «حكم رؤية ابنها بحضور مندوبة الأحداث في منزل الوالد لم يُنفّذ إلا بعد عام ونصف على صدوره، لأن الوالد كان يمتنع عن فتح الباب لها، لكنها استنجدت بالدرك لتطبيق الحكم بالقوة».
بعد أيام، اندلع عدوان تموز، وتقطّعت السبل بين الأم في صيدا وابنها في صور، إلى أن أخذه والده إلى خارج لبنان خلال الحرب. وتَنْقل عن أهله أنهم لا يعرفون شيئاً عنه. ومنذ ذلك الحين، تحاول المحامية البحث عن ابنها في ألمانيا، وتنشد المساعدة بعدما أبلغتها السفارة الألمانية في لبنان بأن الوالد دخل الأراضي الألمانية، حيث يتنقّل من مكان إلى آخر. وقد فسّرت عنتر هذا الأمر بأنه يعني أن ابنها برفقته، بالرغم من أن اسمه لم يظهر في لوائح الداخلين إلى الأراضي الألمانية.