صور ـ آمال خليلتدشّن اليوم ثانوية صور المختلطة الرسمية الحلّة الجديدة التي ارتدتها للمرة الأولى منذ سنوات على أيدي الجمعيات الإيطاليين، بينها جمعيتا أرض البشر ونبع، في إطار برنامج روس للطوارئ الذي تديره السفارة الإيطالية في لبنان، بدعم لوجيستي من جنود الوحدة الإيطالية. لكن الاحتفال الذي يقام برعاية السفير الإيطالي غبريال كيكيا، ليس احتفالاً بالحجر فحسب، بل احتفال لإدارة المدرسة وهيئتها التعليمية والطلاب بنجاح تجربة الاختلاط التي استؤنفت بعد انقطاع دام 21 عاماً، قطعته بدورها موافقة وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني على طلب مدير المدرسة حسن عز الدين قبل عام على إعادة الطالبات إليها.
لا بد للحزم والانضباط والتفوق المدرسي، وما قابله من نشاط ثقافي ورياضي وفني منوّع، أن يستقطب أعداداً هائلة من الطلاب الجدد، وخصوصاً الطالبات اللواتي يرجّح بعض التربويين أن يقررن الانتقال من مدارس المنطقة إليها، لا سيما من ثانوية البنات الرسمية. ويعزو التربويون السبب إلى توق جيل الشباب إلى كسر بعض الضوابط الهشة التي تتحكم بهم وببيئتهم منذ صعود التيار الإسلامي في أواخر الثمانينيات، الذي فرض تفريق الطلاب والطالبات في صور الذين كانوا يفدون من منطقة صور، كل في مبنى منفصل.
من جهته، يفتخر عز الدين بما «آلت إليه الأمور في مدرسته، حتى أصبحت المدرسة المثالية التي يستحق أبناء الجنوب التعلّم فيها من دون أن يشعروا بذنب أنهم في مدرسة رسمية». لكنّه لا يزال مصرّاً على أن تغييب الانتماءات الخاصة والخلافات الدائرة خلف أسوار المدرسة هو صمام الأمان لاستمرار الانضباط بين الطلاب المتنوعي المذاهب والاتجاهات. ويعدد عز الدين ما قدّمه الإيطاليون للمدرسة ونفّذوه بأيدي الجنود أنفسهم، من تأهيل للبنى التحتية، وصيانة لشكلها الخارجي والصفوف والملاعب، وتجهيز المكتبة العامة والمسرح الذي جهّز وفق المعايير العالمية لجهة الإضاءة والتهوئة والصوتيات والتجهيزات الهندسية، ويضم نادي السينما الذي شرع بتقديم عروضه لطلاب المدرسة ولمن يرغب من العامة. ويوضح أنّ الأفلام التي تعرض «قرّرتها إدارة المدرسة بعدما تلقّت تمويلاً لشراء النسخ الأصلية لمئة فيلم تختارها»، إضافة إلى استكمال النواقص في الطاقم التعليمي وتأمين أساتذة تعليم الكمبيوتر والرسم والفنون والموسيقى والغناء والرقص، وتأسيس فرقة فنية من الطلاب أنفسهم وضعوا مقطوعات موسيقية وغنائية ووصلات راقصة يقدّمونها في احتفال اليوم. كذلك يستمر منذ سنوات، النشاط الرياضي لفريق المدرسة الذي حصد بطولة الجنوب المدرسية للمرحلة المتوسطة للعام الدراسي الجاري وتأهّل إلى بطولة لبنان.
ستسعد المدرسة وطلابها بحلتها الجديدة وبميزاتها الرائدة بين المدارس الرسمية الأخرى، لكن فئة أخرى لن تجد نفسها هنا، لأنّ الإدارة والإيطاليين على السواء لم يلحظوا في إعادة تأهيل المدرسة التجهيزات الهندسية لذوي الاحتياجات الخاصة، ربما لأنّ لا طلاب معوقين فيها على رغم أن أحد أعضاء الهيئة التعليمية ينتمي إلى هذه الفئة.