strong>بسام القنطارينهمك أعضاء «البرلمان البيئي للشباب» هذه الأيام في تنفيذ مشاريع بيئية متعددة، لكونهم فشلوا في أن يشارك «برلمان الظل» البرلمان الأصيل في أعماله من خلال لجان تناقش المشاكل البيئية وتفعِّل آلية تطبيق القوانين البيئية وتراقب الأداء البيئي للحكومة. عامل الفشل لا يكمن في أعضاء «البرلمان البيئي» الذين بدوا أمس متحمسين لإطلاق مشروع «مشتل لكل مدرسة»، بل لأن البرلمان اللبناني مشلول، في ظل الأزمة السياسية، أما لجنة البيئة النيابية فماتت قبل أن تولد، حيث لم تجتمع إلا مرة واحدة منذ الانتخابات النيابية الأخيرة في عام 2005.
مشروع «مشتل لكل مدرسة» أطلق أمس في مكاتب مجلة «البيئة والتنمية»، حيث جرى حفل التوقيع على اتفاق تعاون بين الجمعية اللبنانية للتكنولوجيا الملائمة وسفارة هولندا في لبنان، لتنفيذ المشروع.
وسينفِّذ أعضاء «البرلمان البيئي للشباب» المشروع الذي ترعاه مجلة «البيئة والتنمية». وهو يبدأ بإنشاء مشاتل للأشجار الحرجية في 200 مدرسة تتوزع في جميع المناطق اللبنانية. وتشارك الجمعية اللبنانية للتكنولوجيا الملائمة ومجلة «البيئة والتنمية» في تمويل المشروع بنسبة 30 في المئة، بينما تُسهم سفارة هولندا بنسبة 70 في المئة.
رئيس تحرير مجلة «البيئة والتنمية» نجيب صعب أشار في حديث لـ«الأخبار» إلى أن كلفة المشروع تبلغ 30 ألف دولار، وأن المجلة «تدعم المشروع لكونه عملاً تربوياً تعليمياً، لأن ضعف الوعي يأتي في أساس مشاكلنا البيئية، وإقامة مشاتل مدرسية يعتني بها الطلاب يزرع حب الطبيعة في نفوسهم، إلى جانب إسهامهم في عملية التحريج». والمشروع، الذي يبدأ هذا الشهر بإنشاء مشتل من 200 غرسة في كل مدرسة مشاركة، يستمر خلال الموسم المقبل بزرع الشتول التي يجري إنباتها في الطبيعة.
وخلال الخريف، يتوسع العمل ليشمل جمع بذور حرجية من الغابات وإقامة مشاتل جديدة متنوعة النباتات. وأبدى صعب سروره للتعاون مع سفارة هولندا في هذا النشاط، لأن الفكرة جاءته من هولندا، حيث كان أولاده يدرسون هناك. وتم عرض تسجيلي قصير عن نشاطات البرلمان البيئي للشباب.
نائبة رئيس «البرلمان البيئي» ليلى أبي خليل، أعلنت نية طلاب ثانوية فرن الشباك الرسمية للبنات زرع الشتول التي سيجري إنباتها في المناطق التي تعرضت للحرائق في الصيف الماضي. فيما أكد النائب البيئي عن ثانوية الضحى، حسن ناصر، أن طموح البرلمان أكبر من هذا المشروع، قائلاً: «نحن نريد أن نراقب ونحاسب ممثلي الشعب على أدائهم النيابي، لكن الأوضاع السياسية والأمنية تمنعنا من ممارسة هذا الدور».
رئيسة اللجنة التوجيهية في البرلمان البيئي المربية في «ثانوية زاهية قدورة» أليسار زين قالت: «الارتباط بالشجرة يعني الارتباط بالأرض والوطن، وهذا ما نسعى إلى ترسيخه في أذهان الطلاب».
السفير الهولندي المعيّن روبرت زلدنروست قال إن السفارة قررت دعم المشروع «لأهميته التعليمية، وكواحد من إسهاماتها في عمليات إعادة تحريج لبنان، بعد موجة الحرائق التي اجتاحته العام الماضي». وذكّر بأن حماية البيئة «تقع في طليعة اهتمامات هولندا، من ترشيد استخدام الطاقة واعتماد مصادر الطاقة المتجددة، إلى رعاية الثروات الطبيعية». ولاحظ أن هناك حاجة إلى المزيد من الوعي البيئي في لبنان «فعندما أذهب إلى السوبر ماركت وأطلب تقليل كمية أكياس النايلون التي توضَّب فيها أغراضي، ينظر إليّ الموظفون بغرابة».
المدير الإقليمي لغرب آسيا في برنامج الأمم المتحدة للبيئة حبيب الهبر أعرب عن سروره لهذا المشروع الذي يجمع التربية البيئية إلى التنفيذ العملي، وأعلن أنه سيطلب إدراجه في عداد برنامج «البليون شجرة» الذي أطلقه «يونيب» بالاشتراك مع وانغاري ماتاي، الحائزة جائزة نوبل للسلام.
وبعدما غرس السفير زلدنروست البذور الأولى معلناً انطلاق المشروع، شرح الأمين العام للجمعية اللبنانية للتكنولوجيا الملائمة بوغوص غوكاسيان مراحل تنفيذ المشروع.