صيدا ــ خالد الغربيكشف أمين سر تحالف القوى الفلسطينية ومسؤول جبهة التحرير الفلسطينية محمد ياسين، عن آلية عمل تبحثها وتناقشها مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في الجنوب، من أجل تسليم مطلوبين موجودين في المخيمات، ولكي لا تتكرر أحداث عين الحلوة الأخيرة. وقال: «سنتعاون مع الجيش اللبناني بما يضمن توفير الأمن والسلام لشعبنا الفلسطيني ولأشقائنا اللبنانيين»، كاشفاً في الوقت نفسه عن تبادل وثائق بين قيادتي التحالف ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل وضع أسس لاستكمال الحوار الفلسطيني في لبنان.
كلام ياسين جاء خلال جولة لوفد من القيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية في لبنان على عدد من الفاعليات الصيداوية، حيث بُحث، خلال زيارة الوفد إلى كل من مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان والنائبة بهية الحريري ورئيس البلدية عبد الرحمن البزري ومقر الجماعة الإسلامية، في التطورات الراهنة، لا سيما أوضاع المخيمات الفلسطينية، وخصوصاً الوضع في مخيم عين الحلوة، حيث أكد الوفد للفاعليات موقفه الرافض لإمرار أية مؤامرة لتوطين الفلسطينيين، ومتانة العلاقات اللبنانية ــ الفلسطينية. كما زار الوفد مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد عباس إبراهيم، حيث نوقشت آلية عمل وتنسيق لتسليم مطلوبين فلسطينيين داخل المخيمات.
وقال ياسين: «إن جولة تحالف القوى الفلسطينية على صيدا وفاعلياتها هي للتباحث بالأحداث الأخيرة في عين الحلوة، التي أدنّاها جميعاً واستنكرناها، ورأيناها بداية خطرة، إذا ما تكررت ستعرض للخطر صيدا والمخيم، حيث نرى أن أمنهما واحد وعدوّهما واحد يستهدفهما معاً. وقد جئنا لنؤكد أن الشعب الفلسطيني في لبنان ضيف، ولن يرضى بأية مشاريع تستهدفه، وأنه متمسك بحق العودة ضد المؤامرة التي تستهدف وجوده، فحق العودة مقدس، والشعب الفلسطيني متمسك بهذا الحق، ونرفض كل مشاريع التوطين والتهجير. أمامنا مشهد ما زلنا نعاني تداعياته، وهو أحداث نهر البارد التي يعاني بسببها أكثر من 35 ألف فلسطيني حتى الآن، ولا أفق لمعالجة قضيتهم رغم كل الوعود والحديث عن معالجتها، إلا أن الشعب الفلسطيني، ونحن أيضاً، لا نرى أن هناك عملاً جدياً في هذا الموضوع. وإننا نخشى أن يؤدي تكرار هذه الأحداث إلى نهر بارد جديد».
وخاطب ياسين فصائل منظمة التحرير قائلاً: «إن أي خطوات أحادية في المخيم لن تأتي بنتيجة، وإن تعاوننا وتكاملنا هو الذي يحمي الأمن الاجتماعي والسياسي لشعبنا الفلسطيني. نحن نجد أن هناك لدى البعض محاولات لتكريس وقائع فئوية نرى أنها غير مجدية ولن تؤدي إلى نتائج، وفي المقابل نشعر بأن وحدة الشعب الفلسطيني في كل لبنان هي الكفيلة بتوفير حقوق الشعب الفلسطيني»، معلناً «إجراء حوارات من أجل إيصال مرجعية واحدة في لبنان للتعاطي بالملف الفلسطيني مع كل الأوساط في هذا البلد».
ورداً على سؤال بشأن موضوع تسليم المطلوبين في المخيمات قال ياسين: «نحن في الإعلام لن نعطي تصريحات لا تتلاءم مع الواقع، نحن اليوم كان عندنا لقاء مع مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد عباس إبراهيم، وتباحثنا الأمر، وكان تفاهم وتبادل أفكار نوقشت، وهناك آلية عمل. فلا مشكلة مع الجيش، ونحن سنتعاون بما يضمن توفير الأمن والسلام لشعبنا الفلسطيني ولأشقائنا اللبنانيين».
وعن تعويض متضرري أحداث عين الحلوة قال: «إنها مشكلة يجري التشاور بها مع أكثر من طرف لمعالجها، وحتى الآن لم يُعوّض بشكل جدي أي متضرر. والشعب الفلسطيني يكفيه ما يعانيه، وليس بحاجة إلى كوارث جديدة، هذه مشكلة ملحّة تجب معالجتها، وهناك اتصالات مع أكثر من جهة للخروج بحل يرضي الجميع».